سياسة

“الحمامة” تحلّق من جديد بجماعة أولاد الطيب بفاس.. الأنظار تتجه إلى الدائرة 10 والحسم بات وشيكاً

يستعد حزب التجمع الوطني للأحرار لخوض غمار الانتخابات الجزئية بجماعة أولاد الطيب التابعة لعمالة فاس، المقررة في فاتح يوليوز المقبل، في سياق سياسي محلي يعيد خلط الأوراق داخل واحدة من أقوى القلاع الانتخابية التي طالما ضمن فيها الحزب نتائج مريحة.

وفي خطوة وُصفت بـ”المحسوبة”، قرر الرفيق المنسق الإقليمي  لحزب “الحمامة” ترشيح سيدة تحظى بقبول واسع وسط ساكنة الدائرة 10، ما يعكس تحوّلاً في منهجية اختيار المرشحين، يقوم على قراءة دقيقة للخريطة الانتخابية المحلية واستثمار رصيد الثقة مع الساكنة.

الترشيح لم يكن وليد الصدفة، بل جاء ضمن خطة ميدانية متكاملة أعدها الحزب بعناية، تقوم على تجميع دعم المنتخبين المحليين وتوحيد الجهود التنظيمية لحسم النزال الانتخابي مبكراً، خصوصاً أن الجماعة تُصنّف كمعقل انتخابي تقليدي للتجمع الوطني للأحرار، الذي يترأس مجلسها المحلي بأغلبية مريحة.

ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات، رغم طابعها الجزئي، تحمل أبعاداً استراتيجية للحزب، الذي يعمل على إعادة ترتيب بيته الداخلي بعدد من الدوائر الانتخابية استعداداً للاستحقاقات التشريعية المقبلة، وتحسباً لأي تغيير محتمل في نمط الاقتراع أو التقسيم الترابي للدوائر.

كما تُقرأ خطوة الحزب في سياق اختبار عملي لنموذج جديد في إدارة الترشيحات، يُراهن فيه على التموقع الاجتماعي للمرشحين، لا فقط على الثقل التنظيمي، وهي مقاربة بدأت تؤتي أُكلها في عدد من الاستحقاقات الجزئية السابقة، حيث راهن الحزب على أسماء ذات امتداد شعبي واضح.

ومع تصاعد المؤشرات الميدانية على قرب حسم المنافسة لفائدة مرشحة “الحمامة”، تبدو الانتخابات في أولاد الطيب أكثر من مجرد نزال محلي، بل عنواناً لمرحلة جديدة في استراتيجية الحزب الانتخابية، تقوم على تثبيت المواقع القوية وتوسيع الحضور السياسي عبر دوائر محسوبة بدقة.

وفي انتظار ما ستُسفر عنه صناديق الاقتراع، يبقى الأكيد أن حزب التجمع الوطني للأحرار يُدير معاركه الانتخابية المقبلة بعقلية تنظيمية مختلفة، تستبق المتغيرات وتُعيد توزيع النفوذ على قواعد أكثر صلابة من ذي قبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى