احزاب تسعى الى تخالفات جديدة قبيل الانتخابات المقبلة
على بعد أشهر فقط من موعد الانتخابات في المغرب، تحاول عدد من الأحزاب السياسية تعبيد الطريق أمام تشكيل تقاطبات وتحالفات، على اعتبار أن السنة الحالية ستكون انتخابية بامتياز، إذ ستشهد تجديد كافة المؤسسات المنتخبة الوطنية والمحلية والمهنية.
وتسعى الأحزاب من خلال هذه التقاطبات والتحالفات، تأمين حد أدنى من العمل المشترك بغية تقوية موقعها على الساحة السياسية، وكذا دعم قوتها التفاوضية، خاصة فيما يتعلق بالمشاورات التي أجرتها وزارة الداخلية مع الأحزاب منذ الصيف الماضي حول مشاريع القوانين الانتخابية.
كما شرعت بعض الأحزاب السياسية، في ترتيب أوراقها الداخلية تمهيدا لبناء تحالفات حزبية، وإعادة ترتيب المشهد السياسي والحزبي الوطني قبل هذه الاستحقاقات.
فقد حسمت الهيئة التقريرية للأحزاب المشكلة لـ”فدرالية اليسار الديمقراطي” قبل أيام، في قرار الاندماج الداخلي لهذه الأحزاب الثلاثة، وهي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والاشتراكي الموحد.
ومن المرتقب أن تندمج الأحزاب اليسارية الثلاثة في أجل أقصاه ستة أشهر بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2021، وفق ما أوصت به الهيئة التقريرية، بعد تحلّ الأحزاب المذكورة نفسها عبر مؤتمرات استثنائية.
قبل ذلك، كانت أحزاب في المعارضة، وهي الاستقلال والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية، قدّمت لوزارة الداخلية مذكرة مشتركة حول الإصلاحات السياسية والانتخابية.
كما تردّد أيضا حديث عن إحياء “الكتلة الديمقراطية” التي تضمّ حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية وحزب الاتحاد الاشتراكي، خصوصا بعد خروج حزب الكتاب من الحكومة واصطفافه في المعارضة.
و نظام التحالفات الانتخابية بالمغرب يتسم بنوع من الخصوصية، ولا تخضع لمرجعية أيديولوجية، ولا لأسس فكرية أو برامج انتخابية، بقدر ما تخضع لمصالح انتخابية ولمنطق المكاسب والخسائر”.
هذا الأمر يعني، أن “الحديث عن تأثير نمط الاقتراع المتبع في المغرب على نمط التحالفات الحزبية، لا يستقيم في ظل الحسابات السياسية للأحزاب التي تبقى رهينة بما تفرزه صناديق الاقتراع”.