مجتمع

هل تنجح “الوساطة” في حلحلة أزمة طلبة كليات الطب

في تطورات جديدة بشأن الأزمة المستمرة بين طلبة كليات الطب ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من المتوقع أن يُعقد اجتماع خلال الساعات المقبلة بين اللجنة الوطنية لطلبة الطب ووسيط المملكة.

هذا الاجتماع المرتقب يأتي في ظل تصاعد الخلافات بعد رفض الطلبة للمقترح الأخير الذي قدمته الوزارة بنسبة 81.4 في المائة، ويتوقع أن يعرض وسيط المملكة رد الوزارة على المقترحات الجديدة التي قدمها الطلبة، في محاولة للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

وكان قد استجاب المقترح الأخير الذي قدمته الوزارة، للعديد من النقاط التي كانت موضع خلاف، لا سيما المتعلقة بمدة التكوين وإلغاء نقطة الصفر وإلغاء العقوبات التي كانت قد فُرضت على بعض الطلبة، إلى جانب عودة مجالس الطلبة.

ووفقًا للاتفاق المقترح، سيتم تطبيق النظام البيداغوجي الجديد (4+2) على الأفواج الجديدة من الطلبة فقط، فيما ستظل الأفواج الخمس الحالية ملتزمة بنظام التكوين لمدة ست سنوات (5+1)، مع سنة إضافية من التداريب الاستشفائية الطوعية، كما سيظل الدبلوم مدته ست سنوات، مع زيادة عدد الساعات الدراسية في السنة الأخيرة لتصل إلى 4790 ساعة.

وفيما يخص الامتحانات التي تمت مقاطعتها، اقترح الاتفاق برمجة دورة واحدة لكل فصل دراسي، على أن تُعلن مواعيدها لاحقًا وتنتهي قبل الأول من دجنبر المقبل، كما تم إلغاء نقطة الصفر واستبدالها بالنقاط المحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية، مع احتساب هذه النقاط في التسجيل للسنوات التالية.

وشمل المقترح أيضا التراجع عن حل مكاتب ومجالس الطلبة، إلى جانب إصدار مرسوم جديد حول مسالك الداخلية والإقامة يُطبق اعتبارًا من يناير 2025، ورفع التعويضات المالية عن المهام.

لكن وعلى الرغم من هذه التنازلات، اعتبر الطلبة المقترح غير كافٍ، حيث رأوا أنه لا يلبي تطلعاتهم ويترك عدة نقاط عالقة دون حلول، مما أدى إلى استمرار مقاطعتهم للدخول الجامعي الجديد، مع إعلانهم عن عدم الرضا عن غياب توضيحات بخصوص بعض المحاور المهمة وغياب الحوار مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي تُعتبر شريكًا رئيسيًا في هذا الملف.

وفي رسالة موجهة إلى وسيط المملكة في 8 أكتوبر 2024، عبّرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب عن رغبتها في تمديد فترة الوساطة المعتمدة من قبل الوزارة، مؤكدة الحاجة إلى مزيد من الوقت للعمل على حل النقاط العالقة.

ومع استمرار الأزمة، يُخيّم شبح “السنة البيضاء” على كليات الطب في المغرب، فعلى الرغم من بداية السنة الجامعية الجديدة، لا يزال مصير السنة الفائتة مجهولًا، في ظل عدم الاتفاق على برمجة الامتحانات حتى الآن.

وكانت وزارة التعليم العالي قد اقترحت برمجة جديدة للامتحانات، مع الإعلان عنها لاحقًا، على أن تنتهي قبل الأول من دجنبر المقبل، أي قبل شهر من الموعد المعتاد لانطلاق امتحانات السنة الجديدة في يناير، لكن مع مرور 6 أسابيع من التاريخ المحدد، ما زالت الأزمة قائمة ولم يتم التوصل إلى توقيع نهائي على محضر الاتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى