ملف الاحد: اخنوش و الحصيلة الحكومية “بالمقلوب” و تهربه من الشارع و الوقوف وراء الانجازات الملكية
أخنوش و حزبه اللذان منذ وصولهما الى رئاسة الحكومة في حادثة الانتخابات الشتريعية لعام 2021،أصبح همهم هو الاختباء وراء المشاريع الملكية و محاولة الركوب عليها و إحتسابها لصالحهم كما وقع مع الملف الاجتماعي و غير ذلك من الملفات،و ذلك بعد ان وجد رئيس الحكومة نفسه يعيد نفس الاسطوانة و هو متيقن ان حصيلته “خاوية على عروشها” اونه يدفع الاموال الباهضة لوكلات الاعلام من اجل الترويج للحصيلة الحكومية الفارغة.
و يبدو أن اخنوش نجح في الترويج و عقد اللقاءات و كذلك الاخراج الاعلامي و الدفع بحصيلة لا يد له فيها،و أن كل المشاريع المنزلة حاليا كانت قبل انتخابات 2021،و ان الرؤية الملكية المستبصرة هي من دافعت على تنزيل الحماية الاجتماعية و الدعم الاجتماعي وهو ما كان محور خطاب ملكي بالاضافة الى المنظومة الصحية الجديدة التي جاءت مع دروس فاشية كورونا،أما ما يحتسب لحكومة أخنوش هو قهر العباد و البلاد بالزيادة الحارقة في غلاء الاسعار و قتل القدرة الشرائية للمواطنين،من غلاء أضحية العيد الى رفع سعر البوطا غاز الى إرتفاع كل ما له علاقة بقوت الشعب.
وبدا واضحا من خلال كلام رئيس الحكومة عزيز أخنوش، امس السبت، خلال لقاء لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة أكادير، أن الهدف الرئيس لم يكن، كما تم الإعلان عنه، هو تقديم رؤية الحزب لمستقبل عمل الجماعات والغرف المحلية، بل للدفاع عن حصيلة الحكومة المرحلية في نصف ولايتها، بعد الانتقادات القوية التي طالتها.
وهاجم أخنوش بشدة أحزاب المعارضة، مشيرا بشكل ضمني لكل من حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والنمية، اللذان عددا “إخفاقات” التجربة الحالية بعد 30 شهرا من عمله، كما كان حديثه يحيل على أرقام المندوبية السامية للتخطيط، التي أماطت اللثام عن كثير من الأرقام السلبية التي راكمها المغرب خلال فترة تولي أخنوش رئاسة الحكومة.
المثير في الأمر أكثر، هو أن أخنوش اضطر إلى الاختباء وراء المؤسسة الملكية للدفاع عن حصيلته، حيث أورد أن الحكومة الحالية “كان لها لتنفيذ المشاريع الملكية”، مضيفا أن تقوم به يدخل في نطاق “تنفذ تعليمات الملك محمد السادس”، وهو الأمر الذي قال عنه إنه يُلزم حكومته بالجدية والمصداقية والوفاء بالالتزامات.
وفي سياق مهاجمته للمعارضة، اعتبر أخنوش أن تقديمه للحصيلة المرحلية أربك أحزابها، بعدما اتضح أنها “جد إيجابية”، معتبرا من خلال مخيلته أن المواطنين المغاربة “يرحبون” بعمل التجربة الحالية بالنظر إلى أنها قدمت “إنجازات ملموسة”، ومضى أبعد من ذلك حين اعتبر أن الأمر يتعلق بنتائج “تاريخية تدعو للفخر، وسيتذكرها المغاربة بكل خير”.
وأورد أخنوش أن الحكومة الحالية كانت وراء إنجاز العديد من المشاريع التي حققت التنمية للجميع، وتابع أن ما قامت به حكومته خلال سنتين ونصف “عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقه طيلة ولايتها”، معيدا التذكير بالتزامها ببناء “الدولة الاجتماعية”، وتدشينها العيد من الأوراش في المجال الاجتماعي.
وأشاد رئيس الحكومة بما تم تحقيقه على مستوى تعميم التغطية الصحية والتعليم العمومي، بالإضافة إلى دعم السكن والتغل على أزمة المياه، مشيدا أيضا بمسار الحوار الاجتماعي الذي تمخضت عنه “العديد من المكاسب”، مذكرا بأن الفترة الماضية كانت مطبوعة أيضا بآثار زلزال الحوز.
ويأتي خروج أخنوش بعد مجموعة من المذكرات الإخبارية للمندوبية السامي للتخطيط، التي رصدت وصول معدل البطالة إلى 13,7 في المائة، كأسوأ رقم يتم تسجيله منذ التسعينات، بالإضافة إلى مجموعة من الأرقام السلبية الأخرى المتعلقة أساسا بغلاء أسعار المواد الغذائية وتدني المؤشرات الاقتصادية.
و كان على رئيس الحكومة ان يقدم إجابات واضحة للشعب المغربي حول تورط حكومته في أزمة الاساتذة التي تراوحت أكثر من اربعة اشهر،و كذلك شبح السنة البيضاء الذي يهدد طلبة كلية الطب،و إمتناعه عن حل مشاكل قطاع الصحة لوقوفه شخصيا لعرقلة حل الازمة ووقف الاضرابات و الدفع بتوقيعه على الزيادة التي خرج بها الحوار الاجتماعي و عدم إلمامه بما يقع للمواطنين.
أخنوش كان عليه الاجابة عن مدى دور حزبه في زلزال الحوز و ولولا جلالة الملك الذي قطع زيارته و عاد الى أرض الوطن لكانت الفضيحة أكثر من ضحايا الزلزال،و لقدرة القادر ان سنة من حكومة اخنوش جاء في نفس الشهر الزلزال.
أخنوش كان عليه الاجابة حول قدرته في منازلة الشارع وهو يعرف جيدا من يصوت عليه و كيف تحصل على 103 مقعدا، و لا يمتلك “الكارزيما” لمقارعة الفصائل الطلابية او منازلة الجماعة المحضورة او مقارعة التيارات الاسلامية الراديكالية او التغلب على النزعات اليسارية الجذرية او التحكم في إحتجاجات الشارع فخير دليل ما وقع الاساتذة و ان حزبه لا يمتكل الى اي مرجعية او إيديولوجية لتهدئة الاوضاع و ان ما يحقق كله نتاج الخبرة الملكية في التواصل مع الشعب،لانه بكل خلاصة حزب أخنوش لا يمتلك خطابا سياسيا.
أخنوش كان عليه ان يقول للمواطن المغربي،كيف وصل خروف العيد الى 5 الاف درهم و كيف اصبح المغرب يستورد الاضحية و اين هو المخطط الاخضر و اين هي مساعدات الحكومة في التقلبات الجوية و هل لم يتسفق ان حكومته هي حكومة سنوات الجفاف و العجاف.
أخنوش و الذي يتبجح بتقديم الحصيلة الحكومية،كان عليه الاجابة عن وصول بيض الفقراء الى درهمين و أكلة الشعب الطماطم الى أغلى مستويات الغلاء و فاكهة التفاح وصلت الى 30 درهما وغير ذلك من الفواكهة التي بات الشعب يمر بجانبها و لا يتسطيع شرائها.
أخنوش عليه ان يمتلك الجرأة السياسية للاجابة عن غلاء اسعار المحروقات و هي الاغلى على الصعيد الافريقي وغالبا ما يتم إلصاق المحروقة برئيس الحكومة نفسه و الذي يمتلك اكبر شركة للمحروقات و الاوكسجين و الهواء و الماء .
أخنوش في حصيلته لماذا لم يتكلم عن وصول حبوب البن الى 100 درهم بعد ان كان يباع ب 60 درهما،و كيف له ان قرر الزيادة في البوطاغاز و كيف له بقي عاجزا في تنزيل بعض الاصلاحات و كيف له أقصى فقراء و ذوي الدخل صفر من التغطية الصحية و من الدعمالاجتماعي و بعد ان وجد نفسه محاطا بغضب الشارع سارع الى تنزيل وكالة لغربلة الملفات العالقة.
حكومة أخنوش عاصرت زلزال الحوز و عاصرت الجفاف و عاصرت الفيضانات و عاصرت حلحلة ملف الصحراء وغير ذلك من الملفات الكبرى وخاصة الدولة الاجتماعية،كان عليه ان يخرس لسانه و ان لا يتكلم عن المشاريع الملكية لان جلالة الملك هو ملك المغاربة وليس ملك الحكومة و انه في خطبه دائما يستحضر ما يصيب شعبه و هو الذي يقف معه في همومه و في سراءه وضراءه و الشعب اليوم بات يثق في جلالة الملك أما الحكومات فهم غثاء كغثاء سيل لا يفيد في المعارك الحقيقية و هي معركة ثورات الشعب و الملك.