ملف الأحد: ملفات حارقة تهدد توازن حكومة أخنوش: بداية فشل الحوار الاجتماعي: الغلاء الفاحش :أزمة كليات الطب: تراجع منسوب الثقة في وعود وعهود الحكومة:حقيقة الحصيلة الحكومية
أعد الملف لفاس 24: عبدالله مشواحي الريفي
مقدمة لا بد منها :
سرعة المغرب تسير بقوة صاعدة من خلال العمل الميداني و القرارات الشجاعة لجلالة الملك محمد السادس وخاصة فيما يتعلق بتنزيل الدولة الاجتماعية و تعميم الدعم الاجتماعي و التغطية الصحية،و كذلك من خلال إنتزاع تنظيم كأس العالم و إطلاق أوراش ملكية مهمة الى الديبلوماسية العابرة للقارات.
بالمقابل ذلك نجد حكومة أخنوش حكومة تتفنن في نكث الوعود و العهود و تواصل خلق النعرات الاجتماعية بدءا من أزمة التعليم و تملص رئيس الحكومة من حل مشاكل قطاع الصحة ومحاولة إشعالها،و تحويل كليات الطب الى حزب ثالث تتناحر من اجله الاحزاب السياسية،الى الفشل الذريع في الحوار الاجتماعي و عدم وقف زحف الغلاء الفاحش و الدفع بالمغاربة الى الطريق المسدود من خلال إرتفاع البطالة و تراجع فرص الشغل،إنها فوضى حكومية بكل المقاييس تحاول وضع لها مساحيق إعلامية مدفوعة ،لكنا أخنوش لا يعي ما يجري تحت أقدامه و ان كل الاحوال لن تكون بخير سواء عاجلا أو أجلا.
بداية فشل الحوار الاجتماعي بسبب نكث الوعود و العهود التي قدمها رئيس الحكومة:
في ظل تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة تخيّم على المشهد السياسي المغربي بمختلف مكوّناته، تعود عجلة “الحوار الاجتماعي” لتعيش أحلك أيامها و لو إعلان الحكومة في إجتماعها الاخير الزيادة في الاجور و لكن دون تعميمها على مختلف القطاعات.
حكومة أخنوش كانت قد أطلقت جلسات مع النقابات الأكثر تمثيلية و ذلك بغية الخروج من النفق المسدود الذي خلفه إحتجاجات الاساتذة سابقا و اليوم قطاع الصحة بسبب تعنت أخنوش الالتزام بما كان قد جرى في اللقاءات السابقة، وتبقى أولوية النقابات ، تحقيق المزيد من المكتسبات وتلبية المطالب التي تأتي على رأسها مسألة الأجور، فهي العمود الفقري لنضالات الشغيلة، فضلاً عن الضريبة وتعديلاتها.
كل ما له علاقة بالدخل سواء كراتب أو كاقتطاعات مثل الضرائب، يكون النقاش حوله ساخناً جداً، بحكم أنه يمس المعيش المباشر للطبقة العاملة، لكن هناك محاور أخرى لا تقل أهمية عن ذلك، مثل حق الإضراب الذي يعتبر الجسر الأكثر أماناً لضمان حرية الاحتجاج على أوضاع غير مقبولة، ويعتبر القانون المتعلق بتنظيم حق الإضراب من الملفات “العابرة للحكومات”.
علاوة على ذلك، يعدّ إصلاح أنظمة التقاعد (المعاش) من بين الملفات التي تراوح نفسها في رفوف الحكومة وأن الافلاس بات يظهر ليهدد جميع الصناديق في السنوات القادمة.
فشل حكومة أخنوش في فتح هذا الملف الذي يوصف بالحارق هو إذن محاولة لتجاوز اختلالات سنوات من المماطلة في هذا الإصلاح الجوهري.
الغلاء الفاحش الذي بات يهدد السلم الاجتماعي:
يخيم شبح مضمون “المعطيات المقلقة” الصادرة عن بنك المغرب، حول “التضخم” في المغرب، بارتباط وانعكاس مباشر على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، متضمناً عدداً من الحلول والمقترحات للتخفيف من حدة هذه الأزمة ومعالجة بعض مسبّباتها،وهي التي تقف وراء نار الغلاء و تقهقر القدرة الشرائية للمغاربة و إكتوائهم بإرتفاع كل شيء في حياتهم اليومية من عجزهم على شراء أضحية العيد الى تخبطهم مع زيادة البوطا غاز الى عدم مجباهتم للىء “قفة” السوق و البدء في مشاهدة الفواكه و عدم الوصول الى شرائها أو أكلها و كأن حكومة أخنوش تحاول إستراد تجربة الجزائر في شراء الفواكه.
شجع الغلاء بالمغرب جاء مباشرة مع بدىء نهاية جائحة فيروس كورونا و كذلك الحرب الروسية الاوكرانية،وهو ما جعل المضاربين الدخول في هستيريا رفع الاسعار في كل شيء،فيمكن الحديث عن رفع أثمنة المواد الاستهلاكية التي قد وصلت الى المائة في المائة،و بات المغرب يعيش على “موضة” رفع الاسعار و لذك بعد ان وجد التجار الكبار و المستحوذين على السوق الفضاء فاسح جدا دون رقيب و لاحسيب للرفع في أثمان جميع المواد و بمختلف تلاوينها،غير ان الحكومة لم تقدم أي بدائل و لم تحرك فرق الزجر،فمثلا بن “القهوة” يعرف اخطر المضاربات بالمغرب و ان الكيلوغرام الواحد وصل الى 100 درهم للنوع الرديئ و لم نجد يوما ان تطرقت الحكومة في لقائتها الى ما يقع في السوق المغربي غير ان السكوت غالبا و الصمت الرهيب قد تتبعه العاصفة و لا يمكن الحديث او تقديم تقارير مغلوطة على ان الوضع تحت السيطرة.
أزمة طلبة كليات الطب :
ما أصبح غريبا هو الكل بدأ في التواطىء على كيان الدولة من حكومة و إعلام و فعاليات و هو ما جعلهم يلتزمون الصمت و يأكلون الغلة ووضعهم المتفرج عما يقع داخل كليات الطب و التي وصلت فيها المقاطعة تنتهي بسنة بيضاء،غير ان الحكومة تعتبر ذلك عاديا و تجالس الطلبة متى تشاء و تؤجل متى تشاء و تقدم حلول و تجالس اللجنة نهارا و تتراجع عن حل المشاكل ليلا وهو ما قد يهدد هذه الفئة و يخلق أزمة بقطاع الصحة و ذلك بفعل الخصاص المهول الذي بات تواجهه المستشفيات،و هو أمر غريب يقع في حكومة أخنوش التي إختارت الصراع السياسي بين حزب التجمع الوطني للاحرار و حزب الاصالة و المعاصرة للعب بنار أزمة كليات الطب بالمغرب.
تراجع ثقة المغاربة من جدية شعارات حكومة أخنوش:
الحكومة بات تعاني من الإحراج ولم تعد ذات قوة ميدانية في بعض الملفات الحارقة مثل التعليم سابقا و الصحة حاليا و مشاكل كليات الطب و الازمات الاجتماعية القادمة،و عدم تقديم وعود حقيقية لوقف غلاء الاسعار ،و المفارقات العجيبة التي تقدمها الحكومة في حصيلتها و كذلك الامر الواقع البعيد كل البعد عن “المستهلك الاعلامي”،وهو ما جعل المغاربة يفقدون الثقة في حكومة أخنوش و التي بدو ستخلف وراءها حرائق إجتماعية يصعب في المستقبل إخمادها رغم ان الجميع يتحدث عن الاوضاع انها تحت السيطرة .
حقيقة الحصيلة المرحلية :
هل يستطيع رئيس الحكومة أخنوش الخروج الى المغاربة و يتحدث لهم عن الحصيلة المرحلية في حكومته،و يقدم لهم حقائق ما وقع في قطاع التعليم،و يتكلم عن تعنته في صرف مستحقات موالي قطاع الصحة،و يقول ان الدعم الاجتماعي و التغطية الصحية هي أوراش ملكية و لا يستحي من عرضها في لقائته،و يقول ان صناديق التقاعد مهدد بالافلاس،و يكشف على انه لا يمكن له وقف زحف غلاء الاسعار،و يعترف ببداية فشل الحوار الاجتماعي بسبب السيولة،و يقول الحقيقية انه يغرق المغرب في القروض الدولية،و ان تكون له الجرأة أنه جاء رئيسا للحكومة من اجل تنزيل توجهاته الاقتصادية التي تخدم شركات المحروقات و شبكات تحليات المياه و الدفع بتكوين طبقة بورجوازية متعفنة تظاهيها طبقة فقيرة مسحوقة.