سياسة

ملف الأحد: حزب الاصالة و المعاصرة بجهة فاس مكناس على صفيح ساخن:تطحنات و صراعات داخلية :إنقسامات : ملاحقات قضائية:غياب عن الساحة

توطئة

يبدو أن الأحزاب المغربية أصابها مرضا فتاكا و بات ينخر جسدها و هو ما قد نسجل ان” الردة ” و الحقارة و الإنتهازية هي التي تؤثث المشهد السياسي، و التراجع عن المكتسبات هو شعار المرحلة و غياب الايديلوجية التي كانت تصارع الافكار و المبادىء،و كذلك تراجع الجميع الى نهج نظرية “الإنبطاح” من اجل غرض في نفس يعقوب،و عدم قدرة القيادات مواكبة تخليق العمل الحزبي من الطفيليات و أصحاب المصالح و المفسدين.

تطاحنات و صراعات داخلية مريرة

و نسلط الضوء خلال هذا الاسبوع في ملفات “الجريدة الالكتروينة فاس24″،على واقع حزب الاصالة و المعاصرة بجهة فاس مكناس و الذي بات يعيش على وقع التطاحنات و الصراعات الداخلية بسبب غياب قيادات حقيقية تؤطر المشهد “البامي” مما زاد من حوادث السير التي يرتكبها “جرار” كل الديموقراطيين الذين تخلو عن الفكرة و تركوا كل من هب و ذب ينضر في السياسة فحتى الانتهازيون و الوصوليون و المتزلفون المهوسين بالمصالح وجدوا ظالتهم في هذا الحزب الفتي الذي كان ينتظر منه أن يكون بديلا سياسيا إلا انه جرت رياح قوية بما لا تشتهي سفينة “البام” التي نزل منها الكثير خوفا من الغرق.

التطاحنات و الصراعات يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الكاتب الجهوي لحزب الاصالة و المعاصرة محمد أحجيرة و الذي وجد نفسه خلال الاشهر الأخيرة يصطف الى جانب البرلمانية المثيرة للجدل خديجة الحجوبي و التي تعيش صراعا مريرا في كل الاتجاهات و بدأت تفقد وزنها السياسي بعد ان توالت عليها الحملات الداخلية و بات الجميع يحملها المسؤولية لما يقع في “البام” بالجهة،بعد أن قررت الاشتغال بمنطق الموالاة “معي او ضدي”،وهو ما  يهدد زخم “الباميين” في مقارعة الاحزاب الاخرى.

إنقسامات تهدد قوة “البام” بجهة فاس مكناس

حزب الأصالة و المعاصرة بجهة فاس مكناس يعيش على وقع الإنقسامات و هو ما يؤكده الميدان و دعوة خديجة حجوبي و معها أحجيرة الى تأسيس كتابة إقليمية للدائرة الشمالية بفاس و الانسلاخ على الكتابة الاقليمة للدائرة الجنوبية التي يرأسها السليماني رئيس جماعة أكدال و الذي بات المرض يغيبه عن مهامه الحزبية،و كذك إصطفافه الى أعداء الحجوبي من خلال تأسيس تكتل  مضاد الهدف منه هو قتل جمعية قافلة نور و كذلك تقليم أظافير البرلمانية المثيرة للجدل،لكن ميدانيا نجد ان الحجوبي لها قوتها و زخمها لمواجهة الجمعيات الفتية،و التي  بدأت أنشطتها بإرتكاب عدة حوادث السير بعد أن وصفت ان البلاد بها الفساد و البطالة وسمح لها في غفلة من الجميع برفع لوحات إشهارية بالشارع العام حتى تم إلتقطها من طرف  الجميع و أصبحت محطة لسخرية المؤثرين و الساسة و الإعلاميين.

الانقسامات لا توجد الا في فاس بل انها لها إمتدادات بمختلف الاقاليم الممثلة لجهة فاس مكناس فتازة تعيش على وقع الصدمة و صفرو يعاني من تجبر البرلماني و إيفران سبق لها و ان ابرقت بلاغا ضد احجيرة، و مكناس تعاني في صمت بعد ان تراجع الشامي الى الخلف بسبب إسقاطه من معرض الفلاحة و تاونات تلملم جراحها و بولمان مفقدوة عند “الباميين”،وهو ما يظهر ان المؤشر السلبي مرتفع و ان “التراكتور” لن يستطيع مواجهة الصقور الحزبية  الأخرى في ظل الصراعات و الانقسامات الحالية .

بوادر حزب الاصالة و المعاصرة ليس على ما يرام بالجهة والذي أظهره بكل تجلياته ما وقع في إعادة إنتخاب مجلس مكتب جماعة سيدي أحرازم بأحواز فاس و غياب “البام” عن الغرف المهنية و هو ما يؤكد ان حزب التجمع الوطني للأحرار بات يخطط لأبتلاع “الباميين” بالجهة و الدفع بهم الى تدعيم الخريطة السياسية “للحمامة ” خلال إنتخابات 2026،بعد أن تبين ان معظم الموالين للأحرار يشكلون عدة ملاحقات قضائية بإرتكابهم ملفات فساد واسعة و التي ساهمت في إضعاف حزب اخنوش بالجهة .

الملاحقات القضائية و العزل من المناصب يستعير بالجهة.

يبدو أن ثلاث سنوات المتبقية من عمر الانتخابات و من شهادة ميلاد التحالف الأغلبي لن تكون بخير و كل البوادر تتجه الى أن منتخبي حزب الاصالة و المعاصرة بجهة فاس مكناس يحتلون الرتبة الثانية بعد التجمع الوطني للأحرار فيما يخص الملفات القضائية المحركة ضدهم و كذلك الشكايات التي وصلت الى مكاتب النيابة العامة.

و الملف الحارق الذي هز كيان الاصالة و المعاصرة بجهة فاس مكناس وهو مايقع لرئيس جماعة تازة و البرلماني عن الإقليم النافذ  عبدالواحد المسعودي و الذي بات ينتظره العزل و أن ملفه قيد النظر فيه بالمحكمة الإدارية و أن وزارة الداخلية لها كامل الصلاحيات لإحالة إختلالاته على جرائم قسم الأموال بملاحقته بعدة قضايا وخاصة عندما كان رئيسا للمجلس الاقليمي سابقا، و ما يمكن إستخلاصه أن “البام” بدأ ينخر جسده بيده في عدة أقاليم و اصبح يستسلم للتنازل مرة أخرى لحزب التجمع الوطني للأحرار ما لم يتم تدارك الموقف و على وجه الاستعجال.

و نجد بإقليم تازة مستشار برلماني و دخل بالصفة الى المكتب السياسي لكونه رئيس الفريق لا وجود له بالجهة و غالبا ما تجده في رحلات خارجية و لم يساهم يوما في حل المشاكل التي تتفاقم ،و ان حتى وجوده عن بلدته كرئيس لجماعة أكنول يكون أسبوعيا حتى كان محط سخيرة أبناء الإقليم خلال الفيضانات التي إجتاحت المنطقة .

و بمدينة صفرو مازال البرلماني الشبشالي يواجه مصيره داخل المحاكم بعد ان حكم عليه نائب للوكيل العام  بعشرة اشهر موقوفة التنفيذ في صراع بينهما حول الاراضي و مياه السقي بضواحي دائرة المنزل،فيما نفس الشخص يعيش صراعا مريرا مع أعضاء الحزب بسبب تجبره و نهجه سياسة الاقصاء لعدة أسماء وازنة و محاولة إستحواذه على “التراكتور” ليعيث به حوادث.

و بالجماعات الترابية بالجهة حزب الاصالة و المعاصرة ليس على ما يرام و يواجه التطاحنات حول المناصب فيما العشرات من المنتخبين غير راضون على تدبير الشأن الحزبي بالجهة و باتوا يطالبون بتنحية المسؤولين الحزبيين بمختلف المكاتب الاقليمية و المحلية و ذلك بعد ان عمروا كثيرا دوا اي إضافة تذكر.

غياب عن الساحة السياسية بالجهة بسبب الاطماع الشخصية

حزب الاصالة و المعاصرة اليوم ليس هو حزب الاصالة و المعاصرة ما بعد الربيع العربي و ليس هو “البام” الذي ظهر مع كل الديموقراطيين الذي كان يعج بالاتسقطابات و الانخراطات،بل أصبح مرتهلا ضعيفا شاحبا و ذلك بسبب القيادات الضعيفة سواء على الصعيد الجهوي أو المركزي.

فجهويا المنسق الجهوي أحجيرة دخل في صراعات الاقطاب و تكتل الى جانب البرلمانية الحجوبي و فتح عليه حروبا من كل الزوايا وهو ما قد يعصف “بالبام”،فيما مكاتب إقليمية تقاطع بشكل كلي إجتماعات أحجيرة و تشتغل بصمت و تحقق أهدافا إستراتجية مهمة و تحافظ على الكتلة الناخبة و تتوسع بشكل عقلاني و لا وجود لقوة الأحزاب الاخرى و هو ما نلمسه بإقليم مولاي يعقوب و الذي يحافظ فيه الحزب على الزخم السياسي و كذلك سيطرته على نضالات القواعد و انه لم يتراجع الى الوراء منذ تأسيس الحزب  بل بات أقوى من السابق و ذلك بفظل البرلماني حسن بلمقدم و كذلك القيادات الحزبية المحلية التي تحافظ على تكتل الحزب منذ تأسيسه.

و على الصعيد الوطني أوجب على ما تبقى من القيادة المركزية النزول الى جهة فاس مكناس لترميم بكرة الحزب المثقوبة،و الدفع الى تجديد المكاتب المحلية و التنظيمات الشبابية و المرأة و الروابط المهنية لان جميهم أصبحوا في خبر كان،و ان الحزب لا يمكن أني يدبره المسؤول الجهوي الذي عمر كثيرا أو البرلمانية الحجوبي التي اصبحت في مواجهة مباشرة مع مجموعة من المنتخبين و بعض المناضلين و الاعيان الذين يبحثون من مراكز متقدمة في لوائح 2026 وهي ما جعلهم يتابعون  لاستقطاب الموالين للبرلمانية التي كانت تواجه حروبا خفية من كل الاتجاهات،مع العلم ان القادمون  من مناطق أخرى  لا يملكون  “كاريزما”سياسة “التشيار “بقدر ماهم  هواة  و يبحثون  عن ترويج صورهم  قبيل الانتخابات القادمة مع العلم أنهم سيواجهون عدم الاستسلام   من الحجوبي التي  خبرت دروب و زقاق و أحياء فاس و التي باتت تمارس السياسة بكل تفاصيلها و تسخر لها أدوات فتاكة لمقارعة الاحزاب الكبرى بالاقليم رغم ارتكابها للحوادث سير مميتة الا انها تنبعث بسبعة أرواح.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى