سياسة

ملف الأحد: حرائق فاس المتتالية: الوضع السياسي :التدهور الاجتماعي: الازمات الجانبية

إعداد لفاس 24: عبدالله مشواحي الريفي

توطئة لا بد منها

نحن هنا معكم دائما في ملف الأحد و الذي نعالج من خلال زاويته من منظور شخصي الاوضاع التي تعيشها الممكلة من خلال تموقع البنية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و عن واقع كان يعيشه المغاربة في الامس و عن التحولات التي طرت بعد الحرك الشعبي خلال الربيع العربي و عن الازمة التي باتت تخيم على الممكلة بعد جائحة فيروس كورونا و عن دور الحكومات المتتالية و المجالس المنتخبة المتعاقبة.

حرائق فاس المتتالية

خلال هذا الاسبوع سيتطرق ملف الاحد الى مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة مدينة أكثر من 12 قرنا من الحضارة و التي حولها الساسة الى مدينة تتغنى بالثقافة و حوار الديانات و الحضارات الى مدينة تغرق في الاوحال و تندب حالها بالحرائق المتتالية،و هنا لا نعني الحريق الذي ضرب منطقة باب أفتوح في الاسبوع الذي نودعه و خلف ستة قتلى و العشرات من الجرحى،فالحادثة هي النقطة التي أفاضت الكأس و جعلت المدينة تكتوي بحرائق أشد ظلما و هي الحرائق الاجتماعية التي خلفتها المجالس المنتخبة.

الوضع السياسي و عندما تتحول كلمة الكتلة الوطنية الى ظهور الكتلة الفاسدة لتحكم المدينة

فاس العالمة و التي تكالبت عليها مجالس منتخبة حكمت العاصمة العلمية بطرقها فمن مجالس سابقة و التي خلفت وراءها أحزمة الفقر و البؤس و الحرمان و تفريخ البناء العشوائي،الى مجلس المدينة الحالي يحكمه فلول ما تبقى من الاسماء التي عاشت الرحال و الترحال بين الاحزاب الى أسماء همها الفساد المستشري لجمع الاموال بشتى الطرق و الى كتلة بذات طغمة مسمومة لا يهمها سوى نفسها و من حولها،حتى باتت المدينة في كف عفريت و صارت المرافق تعيش على وقع التدهور و تحولت دورات مجلس المدينة الى مسرح مفتوح للغمز و الهمز و اللمز و الهز.

ما يقع بمدينة فاس اليوم من تراجع في كل المجالات هو نتاج ضعف عمدة المدينة البقالي المغلوب على أمره  و الذي يعاني من ضعف الشخصية و مواجهة صراخ حلفائه في الاغلبية المصنوعة و كذلك أعضاء مكتب المجلس الذي يعرفون سوى الصراخ فيما بينهم و معارضة تحاول صنع البوز السياسي و مواطن إكتوى بنار من باع صوته بقفة رمضان أو مقابل 200 درهم للصوت،و لكن صوت على ضياع حقوقه و ضياع حقوق الاخرين.

مرافق فاس كلها متدهورة ،الطرقات لم تعاد صيانتها او تهيئتها لاكثر من 12 سنة، الحدائق القديمة ذبلت و الجديدة تعاني و النقل العمومي ينتظر تدخل وزارة الداخلية و قطاع النظافة حول المدينة الى مطارح تعرقل الدخول الى المدارس و أبواب المساجد، أما الانارة العمومية فهي منعدمة بالاحياء الشعبية و التي تحولت شوارعها الى ملاذ خصب للصوص لتنفيذ الاعتداءات على العابرين .

فاس عندما نتحدث عنها لسنا “عدميين” لكننا ننقل الواقع الذي يريد ان يغطيه الساسة الفاسدون،و نقول لمجلس المدينة اين وصل سوق الجملة للخضر و الفواكه و اين وصل تهيئة سوق السمك و اني وصلت المجزرة البلدية و اين انتم مما يقع في المدين من حرائق تسلب قوت المواطن و التاجر المغلوب على أمره.

فاس على حافة التدهور الاجتماعي

عندما نتحدث عن فاس و حافة التدهور الاجتماعي فإننا نعي ماذا نقول ففي فاس و الكل في فاس،فاس يمكن ان تكون مهد الحضارة و المجد و فاس يمكن ان تكون رقعة حارقة، و مخلفات البنية الاجتماعية لفاس هي من مخلفات الطغمة الفاسدة لبعض الاحزاب السياسية التي تحاول إنتاج شباب يعيش على نغمات الجريمة و لايمكن للقضاء و الاحكام ان توقف جيل من الشباب و القاصرون الذين دخلوا في السباق لمن يصل الى السجن أولا حول إتخاذهم قرار غنائي حول ما يدرو بالاحياء مع العلم انه واقع حقيقي و لكنه نقل بلغة خادشة و غير اخلاقية تم ترويجها للمتلقي و ان ما وقع هو نتاج الاحزاب التي تستغل هؤلاء الشباب في الحملات الانتخابية مقابل إتاوات يومية و بعد ذلك الدفع بهم الى عالم الجريمة و الغناء الحامل للعنف اللفظي و الجسدي.

الازمات الجانبية التي تخلفها الكتلة السياسية الفاسدة و احزمة الفقر و البؤس.

مما لا شك فيه ان الاحزاب السياسية و مكونات المجالس المنتخبة تلعب دورا كبيرا و محوريا في إنتاج البنية الاجتماعية و ذلك بعد ان تخلت عن دور التأطير و تحويل مقراتها الى دكاكين سياسية تفتح مع قدوم كل محطة إنتخابية،وهو ما أفرز مجتمع غاضب من كل شيء و غاضب حتى من نفسه و تحولت فاس و أحيائها الى هوامش و باتت الساحات و الشوارع يسيطر عليها الباعة الجائلين و تحولت المطاعم الى سحت يأكله الزبناء و تراجع دور الرقابة و تحولت المدينة من إشعاع ثقافي و مدينة تحتوي على العشرات من المأثر و المدارس التاريخية الى مدينة تحاط بأحزمة الفقر و البؤس و التي يغلب السيطرة عليها مما قد تتحول في السنوات القادمة الى أحياء خارج وضعية الامن الاجتماعي .

خاتمة لمن يهمه الامر

إذا كان يهمكم الامر و تهمكم المدينة و يهمكم الوطن،ففاس وجب إعادة النظر في تسييرها و وجب على الجميع تحمل المسؤولية و المحاسبة و لا نقعد الى الارائيك و نقول فاس بخير و هناك لغة “التحامل” هي سيدة نفسها،و نحن نقول لكم فاس ليست بخير و نقول لكم زوروا أحزمة الفقر زوروا أحياء أعوينات الحجاج،زوروا أحياء المسيرة و الشيشان،و زوروا أحياء سهب الورد وسيدي بوجيدة ودوار أريافة ،و زوروا حافة مولاي إدريس و ليس ضريح مولاي إدريس، و زوروا منطقة بن ذباب و ماجاورها،و وزروا زواغة و دوار أكريو، و زوروا المرجة و زوورا بنسودة و ما بعدها، لتتضح لكم الرؤية و كلكم مسؤولون عما يقع بمدينة 12 قرنا و لا يمكن تغطية الشمس بالغربال.

الروح الوطنية

و اليوم يجب ان نتسحضر الروح الوطنية و الوطن و الثوابت،و أن لا نكذب على أنفسنا، و ان نضرب من حديد على الطغمة الفاسدة التي أرادت ان تزيل الرموز التاريخية للوطن و تعوضها بالاباء، لأن المسؤول سيتذكره التاريخ ،و علينا جميعا ان نقف في وجه من يحاول حرق المدينة بكل أنواع الحرائق باللتي هي تحمل معها الشضايا و الدخان ،و بتلك التي لا تخمد بخراطيم المياه و لكنها مواجهتها سيكون صعبا ان لم يتم قطع الورم الخبيث للبنية الانتجاية للمجتمع وخاصة بفاس العالمة التي يحاول البعض ان يرمز اليها بمدينة المشاكل و التخلف،وتتحول الى قبلة للجمعيات الحقوقية و الهيئات لتجتمع فيها و تسرد ما يقع بها وترسم عليها صورة سوداء يصعب على الممحاة مسحها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى