مقال تحليلي :طبول الإنتخابات المقبلة تدق بقوة بين الأغلبية و بداية التسخينات و تبادل الإتهامات

ودعا المكتب السياسي لـ ”البام” الذي تقوده الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري، مكونات الأغلبية إلى ”التفعيل الدائم لمضمون ميثاق الأغلبية”.
وبرر الحزب، في بلاغ صادر عنه امس الثلاثاء 21 يناير الجاري، عقب اجتماع مكتبه السياسي، دعوته كل من الاستقلال والأحرار إلى ”احترام ميثاق الأغلبية”، من أجل ”التباحث والتفاعل الفوري مع المستجدات، بالنظر للمستجدات السياسية والتنظيمية الطارئة”، وفق لغة البلاغ.
وطالب المكتب السياسي للحزب، بـ”التفعيل الدائم لمضمون ميثاق الأغلبية، وبخاصة على مستوى احترام عقد دورات اجتماع مجلس الرئاسة للتباحث والتفاعل الفوري مع المستجدات”. بحسب نص البلاغ دائما.
و يبقى ميثاق الأغلبية ما هو إلا حلقة المزيادات بين مكونته الثلاثة،فيما دخل الجميع في دق طبول و إقرعها من خلال تبادل الإتهامات و إستعراض العضلات في لقائتهم الحزبية التي دخلت مرحلة النفير العام.
حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة وهو يواجه التصويت العقابي من طرف المغاربة في الإنتخابات المقبلة لعام 2026 لتحميله الظرفية الإجتماعية الحالية المتسمة بغلاء الأسعار و تدهور القدرة الشرائية و تنامي البطالة و غياب فرص الشغل و التذمر الصامت الذي يعيشه المغاربة،غير ان أخنوش مازال يطمح في تحقيق الولاية الثانية و يروج لها بقوة معتمدا على الأعيان و الوزراء للنزول الى الدوائر الإنتخابية التي يوجد بها العالم القروي و الدفع بالإهتمام بمطالب سكانها مع إستغلال الدعم الإجتماعي لإستمالة الكتلة الناخبة.
حزب الأصالة و المعاصرة يقول حان الوقت لنقود حكومة المونديال فهم حزب مر عليه أكثر من 15 سنة من تأسيسه بعد بروز حركة لكل الديموقراطيين و اليوم تترأسه سيدة و أنه بات للمغرب ان تقود حكومته لأول مرة في التاريخ إمرأة و التي بات لها الدور الكبير في المجتمع مع ما حققته في مشروع مدونة الأسرة.
حزب الإستقلال بعد خروجه من عنق الزجاجة منذ عيشه لصراعات داخلية بين أقطاب الجهات و خاصة الصحراء،فإنه يروج كذلك لقيادة الحكومة القادمة و يعول على قيادته بالنزول للتصالح مع المناضلين و أنه الحزب الذي يمتلك المرجعية التاريخية و له نفوذ في جهات الصحراء و هو ما يِؤهله في إنجاح تنزيل الجهوية المتقدمة و الحكم الذاتي القادم في القريب بعد صعود ترامب الى رئاسة أمريكا وهو المعول عليه لإنهاء نزاع الصحراء المفتعل من طرف الجزائر و التي تسخر شرذمة المرتزقة.
أما الأحزاب الأخرى المتواجدة في المعارضة حاليا،فهمها هو المشاركة في الحكومة القادمة و التي يطلق عليها بحكومة المونديال أو حكومة الحكم الذاتي لجهات الصحراء او حكومة تنزيل الجهوية المتقدمة،و كذلك تدفع الى تحقيق عددا من المقاعد الجديدة لتقوية فرقها في البرلمان.
حزب العدالة و التنمية ذات التوجه الإسلامي فإنه يطمح في رفع أعداد مقاعد البرلمان و الدفع بالتنسيق مع الأحزاب الكبرى للدخول الى الحكومة و الإبتعاد عن المعارضة و التي لا تسمنه و لا تغنيه من جوع،و يركز “البيجيديين” حاليا رغم أنهم فئة قليلة تغلب فئة كبيرة لحزب أخنوش في المقارعات السياسية الدائرة في المشهد المغربي،وهو ما جعلهم يروجون للتصويت العقابي لأخنوش و الرفع من حدة معارضته و مناوشاته في كل القضايا و خاصة فيما يتعلق بالجمع بين حلاوة المال و السلطة و تضارب المصالح في مجال مشاريع تحلية مياه البحر و السيطرة على الطاقة و الصفقات العمومية.