مجتمع

مقال تحليلي :الفصائل الطلابية بفاس تفرض مقاطعة الإمتحانات الجامعية و رئاسة الجامعة تدعوا الى الحوار

فاس 24 : عبدالله مشواحي الريفي

بعد سلسلة من الإحتجاجات و الإعتصامات و المسيرات و الوقفات و المبيت الليلي داخل إدارة الحي و مطعم ظهر المهراز و بداخل الكليات ذات الإستقطاب المفتوح ،و الذي تخوضه الفصائل الطلابية بجامعة محمد بنعبدالله و تحققت معه ما يسمونه خطواتهم النضالية من قلعة الصمود من أجل الضغط على تحقيق المطالب التي يعتبرونها حقة ومشروعة.

و مع إستعمال ورقة الضغط المتعلقة بمقاطعة الإمتحانات بشتى الكليات ذات الإستقطاب المفتوح التابعة لجامعة محمد بنعدالله و الذي كانت الخطوة الأولى ناجحة عجلت برئاسة الجامعة بتعليق إمتحانات الدورة الخريفية التي كانت مقررة يوم 7 يناير و الدفع بتأجيلها الى 15 من الشهر الجاري.

فصيل الطلبة القاعديين الذي يقود نضالات الحركة الطلابية بقلعة ظهر المهراز و سايس،خرج مرة أخرى يدعوا الى مقاطعة الإمتحانات المقررة يوم 15 يناير الجاري ،وخاض عدة محطات نضالية متنوعة و التي كان يرفع صوته و المتجلى في تحقيق المطالب المتعددة و التي تتمحور حول توفير النقل و توفير المطعم و تشييد أحياء جامعية و الدفع بتسريع المنحة و غير ذلك من المطالب البيداغوجية و التي يبدو لم تتحقق بعد رغم الوعود السابقة التي قدمتها رئاسة الجامعة.

و أمام الغليان و الوضع الذي يزداد إنتشارا لتحقيق محطة مقاطعة الإمتحانات الخريفية للمرة الثانية على التوالي ،سارعت رئاسة الجامعة الى إستعلام فصيل الطلبة القاعديين الى حوار جديد و هو الثاني من نوعه في هذا الشهر وتقرر يوم غد الإثنين 13 يناير الجاري الى عقد لقاء بمركز الدكتوراة بظهر المهراز و ذلك بعد أن قدم المسؤولين تطمينات بإيجاد الحلول للمطالب المشروعة و الحقة و التي ينادي بها الطلبة.

الفصيل الطلابي أبدى موافقته على الحوار، و الرئاسة تتفاعل مع نضالاتهم من خلال عملية فتح الأبواب و الإستماع الى نبض الطلبة و الدفع الى تحقيق المطالب و الحفاظ على الجدولة الزمنية للإمتحانات المزمع إجرائها يوم 15 يناير الجاري بعد أن كان قد تقرر تأجيلها.

و بالمقابل فصيل الطلبة القاعديين الأكثر تمثيلية بجامعة محمد بنعبدالله المسيطر على الحركة الطلابية و الذي يقود معارك نضالاتها لا يقف في وجه المقاطعة بالشكل الشمولي بقدر ما يضغط من أجل تحقيق المطالب المسطرة و أن الجميع مع إجراء الإمتحانات الخريفية و لامجال للدخول في اي صراع غالبا ما يفضي الى مواجهات و تسخير القوات العمومية لإجراء الإمتحانات،و لكن يلاحظ ان رئاسة الجامعة الحالية تدفع بكل قوة الى فتح الحوار مع الفصائل الطلابية من اجل الوصول الى الحلول و التي غالبا ما تتحكم في حلوله الوزارات.

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و خاصة بعد تجديد دمائها من خلال وزير محترف و إبن الدار و يتعلق الأمر بالميداوي يبدو أن جل خرجاته تدفع الى إيجاد الحلول لما يقع بالجامعات المغربية و الدفع الى القطع مع التشنج و الغليان و المواجهات مع الفصائل الطلابية وبين الفصائل ذاتها و هو ذات الوزير الذي يدافع على بناء أحياء جامعية و ذات الوزير الذي ورث تقرير لجنة إستطلاع برلمانية تفضح تدني الأوضاع داخل الأحياء الجامعية و الإكتضاض الذي تعرفه فضلا عن إهتراء منشائتها .

و فيما يخص النقل الحضري ففاس عانت مع غياب التنقل بين كليات سايس و كليات ظهر المهراز مع العلم أن المئات من الطالبات يقطن بالأحياء الجامعية سايس و يتابعن دراستهن بالمركب الجامعي ظهر المهراز و العكس كذلك مع طلبة ظهرا المهراز، وهو ما جعل غياب وسائل النقل يدفعهن الى عدم الوصول في الوقت المناسب لحضور المحاضرات الجامعية داخل المدرجات و التي بذاتها تعرف إكتضاضا بعد ان تم تهميش الجامعة سابقا وتقرر عدم توسيع مرافقها .

النقل الحضري و الذي تسهر عليه وزارة الداخلية و الذي يبدو أن حلوله باتت في القريب العاجل و ان فاس ستسفيد من أكثر من 200 حافلة جديدة و ان المسألة هي مسألة وقت لوصول الحافلات و الدفع بها الى شوارع فاس و خاصة الى نقل الطلبة و التلاميذ الذين يعانون مع ويلات الحافلات المهترئة و التي غالبا ما يتم شلها من خلال توقيف اي حافلة قادمة في خطوط الطلبة وهي طريقة إحتجاجية معروفة بفاس من أجل الضغط على إستقدام حافلات أخرى لتأم بنقل الجميع و الذي يكون إنتظارهم تجاوز الساعات بسبب أسطول الشركة المتدهور،مع العلم  أن فاس كانت ستخلق “الترامواي” الذي بات في عدد المفقودين رغم تنظيم كأس العالم لأن مكاتب الدراسات تقدم إكراهات غامضة و التي تتعلق بالتمويل مع أن  ساكنة العاصمة العلمية  كان لها ان تعرف “الترامواي” قبل الرباط و الدارالبيضاء و ان الدراسة و المشروع كان قد أنجز عام 1996.

و حاولت مديرية الأحياء الجامعية تشييد مطعم جديد بمركب سايس مع أحياء جامعية جديدة بالقرب منه،لكنها همشت مركب ظهر المهراز و ظل المطعم الجامعي القديم يقدم الخدمات بين الفينة و الأخرى و هو مطعم تجاوز بناءه أكثر من 70 سنة،و بعد ان كانت الجهات المسؤولة قد هدمت الحي الجامعي ظهر المهراز و الذي كان يشهد له التاريخ  و الذاكرة الطلابية،غير انه لم يتم تعويضه ببناء حي جديد فيما تشير كل المؤشرات الى التسريع بتشييد أحياء جديدة بفاس.

و كانت وزارة التعليم العالي ووزارة التجهيز و سلطات وزارة الداخلية قد أطلقت سابقا مشروع تشييد و جمع المركبات الجامعية و الأحياء الجامعية بجماعة عين أشكاك في إتجاه إيموزار ،لكن المشروع ظل على الورق و الوعود و تراجع عنها الجميع كما تم التراجع على عدة مشاريع مهمة كان لها أن تلعب دورا كبيرا للتنفيس على فاس العالمة،و خاصة من خلال التفكير في تشييد المركب الجامعي و كذلك المركب الإداري و تجميعهم في مناطق إستراتجية مهمة إلا أن كل مسؤول جديد يدفع الى تنزيل مخططه وهو ما غيب على المدينة التنمية الحقيقة و باتت تعيش على واقع أحزمة الفقر و البؤس و التي ساهم في تفريخها المنتبخون و رؤساء الجماعات المتلاحقون.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى