مرج الزيتون يهدد الحرث و النسل و الماء بجهة فاس مكناس في غياب الزجر
عادت مجددة أضرار مادة المرجان إلى واجهة النقاش العمومي بعدد من المناطق المعروفة بإنتاج الزيتون بجهة فاس – مكناس، ومعها عادت الانتقادات الموجهة إلى السلطات المحلية والتي تخص التقاعس في التعامل مع ملفات المعاصر الملوثة.
وتتحدث تقارير بيئية على أن لتر واحد من مادة المرج تلوث 1000 لتر من الماء، وهو ما دفع فعاليات محلية خاصة بإقليم تاونات وتازة و فاس إلى دق ناقوس الخطر بخصوص عدم الحزم في التعامل مع هذا الملف في سياق لا يزال المغرب يواجه تداعيات توالي سنوات الجفاف وندرة المياه.
تؤثر مادة المرجان بشكل جد سلبي على الأراضي الفلاحية التي تعتمد على مياه الوادي أساساً في عملية السقي أو مياه السدود وتؤدي مخلفات الزينون إلى القضاء على بعض الكائنات الحية خاصة الأسماك والطحالب نتيجة تدهور جودة المياه.
كما أنها تساهم في إتلاف التربة وتدهور جودتها وغطائها النباتي، وتدمير الأغراس والنبات بفعل الاملاح المتسربة من المرجان بكثرة، وإضعاف الصبيب المائي وخنق قنوات الري نتيجة الخسائر التي تلحقها تراكمات مادة المرجان وأثرها على تدمير تجهيزات السقي.
وعادة ما تكتفي السلطات بلقاءات تحسيسية مع أصحاب معاصر الزيتون مع تسجيل مخالفات محدودة، في بعض الأحيان، لكن نتائج هذا التساهل، حسب الكثير من المتتبعين، تكون كارثية على المجال البيئي.
ويعمد عدد من أصحاب هذه الوحدات الإنتاجية إلى التخلص من الكميات الكبيرة من المرجان في مناطق خالية، وفي بعض الأحيان وسط أراضي فلاحية، وفي الوديان، وذلك عوض الاستثمار في حلول موجودة تحترم البيئة.
فرغم تقارير السلطات التي تشير الى إغلاق مجموعة من الوحدات المخصصة لطحن زيت الزيتون،إلا أن مازالت ممارسات شاذة تواكب العملية و إقدام اصحاب المطاحن الى التخلص من المرج وسط الوديان التي تتحول الى مجاري سامة تهدد حياة الإنسان و الحرث و النسل.