محطة مفصلية في تاريخ حزب الاستقلال لإعلان اللجنة التنفيذية و الخروج من “البلوكاج”
تتجه الأنظار نهاية الأسبوع الجاري نحو إجتماع المجلس الوطني لحزب الإستقلال و ومخرجات انتخاب لجنته التنفيذية بعد شهور من الصراع الصامت، والتدافع عن المواقع بين جناحين داخل الحزب.
وخوفا من أي بلقنة،إشتغل أمينه العام نزار بركة في صمت شديد ، وفي سرية تامة لإيجاد أرضية توافقية لإنجاح محطة الخامس من اكتوبر ، وإنتخاب لجنة تنفيذية ‘’ببروفيلات’’ تناسب التحديات التي يعرفها حزب علال الفاسي الذي أهدر الكثير من الزمن السياسي في صراعات هامشية وشخصية، أساءت كثيرا للحزب، وأضاعات عليه الكثير من الفرص .
لكن ، اذا كانت كل المؤشرات تؤكد أن نزار بركة ضبط الأمور ، وحسم في لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب التي سيعرضها يوم الخامس من أكتوبر ، فإن حزب علال الفاسي سيجد نفسه أمام مسؤولية جسيمة وتحديات كبيرة تنظيمية وتدبيرية وتواصلية بعد هذه الانتخابات، في سياق وطني مأزوم فقدت فيه الأحزاب السياسية هيبتها،وتخلت فيه عن أدوارها الدستورية.
بعد استكمال حزب الاستقلال هيا كله وأجهزته يوم الخامس من اكتوبر سيعمل نزار بركة على تحديد أولويات أجندته السياسية والتنظيمية ، من خلال أبعاد ثلاثة:
-منها على وجه الخصوص تعزيز مكانة الحزب في واقع حزبي بئيس فقدت فيه الأحزاب الهيبة والوقار والفاعلية .
-إطلاق جيل جديد من الإصلاحات التنظيمية لإعادة الجاذبية للحزب.
– الرهان على موارد بشرية لتقريب قيم وأفكار الحزب للمواطن محليا وجهويا ووطنيا استعدادا للمحطات الانتخابية المقبلة.
– الحفاظ على وحدة الحزب ، وتقوية الديمقراطية الداخلية ، وجعل المناضل الاستقلالي في خدمة الحزب ، وليس جعل الحزب في خدمة المناضل الاستقلالي.
وعليه ،فإن أوليات قادة الحزب بعد انتخاب اللجنة التنفيذية ، هي تحديد معالم خارطة طريق جديدة من خلال الإنخراط القوي لكل قادة وهياكل ومناضلي الحزب في دينامية جديدة محاطة بكثير من المخاطر والتحديات، وإختيار الآليات المناسبة لتعزيز هذه الدينامية، وضمان حضور الحزب في المشهد الحزبي الرطني بشكل متميز،والرهان على ما تبقى من هذه الولاية الحكومية لترسيخ المكتسبات وتحقيق المزيد من الإشعاع المحلي والإقليمي والجهوي والوطني عبر الإستثمار في سياسة القرب.
إن الأنظار اليوم، على امتداد الوطن شاخصة باتجاه إجتماع المجلس الوطني لانتخاب اللجنة التنفيذية يوم 5 من أكتوبر ; وهي تنتظر بشغف يملؤه الأمل، أن تكون مخرجات إجتماع المجلس الوطني بحجم طموحات مناضلي الحزب، وفي مستوي تحديات السياق .
لذلك، فإن التحدي الحقيقي الذي يواجه حزب الاستقلال بعد الخامس من أكتوبر هو كيفية الإرتقاء بالعمل الحزبي وتحويل الحزب إلى فضاء للنقاش البناء، وللخبرة والرزانة والموضوعية، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية، وفي احترام تام للمقتضيات الدستورية وقوانين الحزب.
إن التحدي الحقيقي للحزب اليوم هو قدرته الجماعية، ممارسة وليس خطابا، على إثبات انتمائه إلى كتلة احزاب الحركة الوطنية ، لكون تاريخ ومسار هذا الحزب يختلف عن مسار وتاريخ حزبي الأحرار والأصالة والمعاصرة حليفيه في الأغلبية الحكومية الحالية، وإنجاح هذه المحطة الانتخابية التي تكتسي أهمية خاصة لما تجسده من تمرين ديمقراطي من خلال إعمال آليات الديمقراطية الداخلية والاختيار الحر في انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية على أسس الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص، وان يمارس نزار بركة مهام الأمين العام للحزب بكل صرامة وحزم بعيدا عن ترضية الخواطر وهاجس التردد ،خصوصا مع قرب التعديل الحكومي.