سياسة

“فاس24” تطلق سلسلة “حوارات” و تستضيف الفاعلة المدنية “وداد التوزاني” في قالب” أسئلة حارقة و أجوبة مكشوفة”

توطئة لا بد منها:

تزامنا مع التوجيهات الملكية السامية لتخليق الحياة البرلمانية و الحزبية ،و كذلك خطب “الجدية” و ربط المسؤولية بالمحاسبة،ابت الجريدة الالكترونية أن تفتح سلسة “حوارات” مع عدة فعاليات مهتمة بالشأن السياسي و المدني ،و تم تخصيص الحلقة الاولى لاستضافة فاعلة مدنية نسائية بمدينة فاس و يتعلق الامر بالمهتمة بالشأن المحلي  وداد التوزاني و التي كان لها باع كبير في الاجابة بدون تحفظ عن مجموعة من الاسئلة و التي يمكن تصنيفها ضمن خانة اسلئة “الحراك السياسي” الذي بات يعرفه المغرب.

أولا وقبل كل شيء ترحب بكم الجريدة الالكترونية “فاس24″،في سلسلة “الحوارات” التي أطلقتها لتلسيط الشوء على واقع الاحزاب و السياسة و المجتمع المدني و كذلك لمعرفة الى أين يسير المغرب في ظل التوجيهات الملكية الاخيرة.

فاس 24 : الاستاذة وداد كسؤال أولي ،كيف ترون الحراك السياسي بفاس و ما خلفته إنتخابات شتنبر 2021؟؟

وداد التوزاني : شكرا على الاستضافة علمونا أن السياسة فعل إجتماعي داخل نسق ثقافي، وأي فعل يجب أن يكون فكر للبنية الحاضنة للنشاط السياسي، هل سمعتم أو واكبتم أي فكر أو نشاط أو مشروع سياسي لأي من الأحزاب السياسية أو منظماتها الموازية سواء النسائية أو الشباب ؟؟؟ هذا إذ وجدت أصلا!!! طبعا لن ننكر أنشطة الختان وتوزيع القفف والحملات الطبية التي أصبحت الأنشطة السياسية العظيمة للاحزاب والتي تنشرها على مواقعها الحزبية،إنها قمة التبخيس للتاريخ النضالي السياسي بالمغرب ..

مع الأسف القاسم الانتخابي كان فرصة لم تستغلها الأحزاب الكبيرة لإعادة بناء مشهدها السياسي وإسترجاع ثقة المواطنين من خلال نخبة جديدة تملك من الكفاءة والمصداقية الشعبية.. فم اكان إلا بإرادة ملكية بعد عدة خطب سامية أن تقوم الدولة بالتخليق الحياة السياسية فنسمع كل يوم عن منتخبين يحاكمون أو صاروا محكوم عليهم.

فاس24: هل أنتم كساكنة مدينة فاس و ناشطات مدنيات راضون عن ما يقع من تطاحن عبر منصات التواصل الاجتماعي بين مختلف الهيئات الجمعوية و خاصة النسوية؟؟؟

 وداد التوزاني : لا يمكن لأي فعل مدني أن يقترن بالتطاحنات والصراعات، إن دور المجتمع المدني دوره البديهي أن يكون القدوة للمواطنة السليمة من التخليق للحياة العامة وخلق جسور التواصل من أجل التعايش العقلاني في الفضاء العمومي بين كافة أطراف و مكونات المجتمع، مع مواطنين و مؤسسات الدولة وأحزاب لا أن يكون طرف في النزاعات أو بوق لجهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مع الأسف إن السقوط الذي بلغناه في كل المستويات من أحزاب و جمعيات مجتمع مدني وإعلام سببه إسناد الأمور الى غير أهلها ، فسلوك الإنسان هو أكثر ما يدل على أخلاقه وسياسته ودرجة وعيه.

فاس 24 : قد أقول لكم أو بالاجدر أن أسألكم ماذا يقع في فاس العالمة؟؟

وداد التوزاني : فاس تشهد مرحلة القطع مع الشعبوية السياسية وثقافة القطيع وهذا ليس بالأمر السهل والهين ، واسمحلي أن اذكركم بمخرجات النموذج التنموي الذي يسهر عليه صاحب الجلالة نصره الله وهو محاربة الفساد ، الذي يساهم في التراجع النمو الاقتصادي و دعوته للربط المسؤولية بالمحاسبة كآلية للنهوض بالدولة الإجتماعية ، فاس ستعرف التغيرات كبرى على مستوى السياسات والسياسيين ولقد بدأت قاطرة التغيير فعلا.

فاس 24 : ألا تتفقون معي الاستاذة وداد ،على أن هناك طفيليات نمت بعد حراك الربيع العربي و تم تضخيمها مع العلم انها غير قادرة لضبط الشارع و سرعة التغيير؟؟

وداد التوزاني : التغيير لا حتاج للإجراءات أوالتمويل فقط ، بل اهم من ذلك يحتاج الى الثقافة و الى الاقناع و التأطير،و نحتاج إلى الشخص المناسب في المكان المناسب مع الخطة المناسبة لذلك نعم اتفق معكم و الذي يمكن إعتباره محوريا في ما جرى و يجري حاليا.

فاس 24:  ألا يمكن الحديث على ان فاس بعد إنتخابات شتنبر عام 2021 انتجت نخبة فاسدة و هيئات متزلفة تسيء الى نفسها و المدينة العالمة؟؟

وداد التوزاني : مع الأسف صرنا نعيش تحولات خطيرة في المجتمع المغربي ككل و ليس فقط في فاس ، لقد انتقل فعل الفساد من حقل الجريمة الى حقل الحقوق المكتسبة و الحريات، وهذه نتاج لسلطة الفرد التي منحتها منصات التواصل الاجتماعي حيث أصبح للشخص مجتمع يتابعه ويؤثر فيه وهذا ليس فقط في السياسة، ،نحن في حاجة إلى نخب جديدة واعية من مجتمع مدني وداخل الأحزاب التي  تمتلك الارادة والقدرة على صنع التغيير على مستوى السياسات والاستثمار في المواطن القادر على تربية أجيال في مجتمع القيم.

فاس 24 : و كسؤال أخير في هذه السلسة الاولى من حوارات “فاس24″،ما هو تعليقكم على ما يقع بفاس العالمة من خلال تفريخ الجمعيات و الكثير منها يستهويها “البوز” أكثر من أعمالها؟؟

وداد التوزاني : هناك جمعيات جادة و تشتغل بإمكانياتها الذاتية لكنها اختارت أن تكون بعيدة عن الإعلام تقوم بالتكوين والتأطير و المصاحبة في عدة مجالات ..كما لا يحق لي أن أقوم بالتقييم عمل الجمعيات أخلاقيا فبالنهاية هو عمل التطوعي وخصوصا مع كل التحديات الموجودة من غياب للدعم واقصاء الجمعيات والمشاريع التنموية الجادة من طرف السياسيين التي تدعم الجمعيات التابعة لها فقط بما يرونه مناسب ..كما لا يمكن نكر المجهودات الجبارة لجمعيات حماية مال العام التي كان لها دور كبير في محاربة الفساد والجمعيات الحقوقية التي تترافع عن حقوق المرأة وعن القضية الوطنية داخل وخارج الوطن.

الحوار من إعداد :عبدالله مشواحي الريفي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى