غرفة الفلاحة والمجالس المنتخبة تتنكر لفلاحي جهة فاس مكناس وتتركهم يواجهون المجهول
غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس موضوعة في ثلاجة تحت درجات الصفر كالصقيع لا وجود لها ولا تحرك لها للتفكير في مصير الفلاح بالجهة الذي يواجه الويلات من المشاكل والعراقيل للخوض في الموسم الجديد،لان غالبية أعضاء المجلس لهم مهام إنتخابية أخرى سواء تعلق الامر بالبرلمان او المجالس الاقليمية و الجهة مما جعلهم يفقدون بوصلة التسيير بعد ان غابت التجربة في المجال.
معظم أشجار الزيتون لم تكن مثمرة لأربع سنوات على التوالي بسبب الجفاف المتتالي او سوء الأحوال عندما تساقط البرد” التبروري” والذي قصف الغالبية القصوى للأشجار بالجهة دون ان تتدخل وزارة الفلاحة ولا الغرفة الفلاحية التي بات يهمها مصير المكتب المسير و المحضضون المقربون من أصحاب القرار.
الزيتون بات يشكل أقل من 10 في المائة من المنتوج المحصل عليه هذه السنة والزيت تعاود الارتفاع الى 90 درهما فيما الحكومة ووزير الفلاحة يعلن عن تخوفاته بوصولها الى 100 درهم رغم إغلاق الحدود في التصدير مع ذلك الفلاح يواجه ندرة المحصول وارتفاع اليد العاملة وضغط الطلب المفقود فيما الحكومة تبدو تخوفاتها التي لا تمسن و لا تغني من جوع بقدر ما تحاول ذر الرماد في العيون لان التصريحات في واد و الواقع الحقيقي في واد أخر.
موسم الحرث سينطلق مع بداية الأسبوع الأول من شهر نونبر الحالي ومعظم المؤسسات التي تبيع حبوب “الزريعة” ذاهبة الى أقصى حد في رفع الاثمان وكذلك الأسمدة نزلت شيئا ما وعاودت الارتفاع مع التساقطات المطرية الأخيرة.
فلاح من جهة فاس مكناس تساءل عن دور غرفة الفلاحة التي تلتهم الملايير من المال العام ولا وجود لها في الميدان ورئيسها غائب بشكل كلي منذ انتخابات السابقة ولم يظهر له أثر لتفقد الفلاحين وخاصة الطبقة المتوسطة.
مجلس الجهة يمتلك لجنة الفلاحة والعالم القروي ويبدو انها لجنة صورية لا دور لها على أرض الواقع ولا تقدم أي إضافة لفلاحي الجهة لا للعالم القروي الذي بات يعيش على وقع شبح الجفاف الذي دمر الحرث والنسل وأدخل الفلاحين في متاهات القروض المتتالية، لا دعم يذكر من مجلس الجهة للفلاحين المتضررين ولا إعانة من وزارة الفلاحة ولا دراسة من غرفة الفلاحة التي يبدو انها غرفة في الأوراق اما على أرض الواقع فالبحث عنها جاريا.
الحكومة فشلت في المخطط الأخضر وانتقلت الى الجيل الأخضر، غير ان التوجيهات الملكية لدعم ومواكبة الفلاح المتوسط ضربها المسؤولين والوزراء والمنتخبون عرض الحائط ومع تنامي الجفاف تخلوا عن قطاع الفلاحة الذي بات مهدد بسكتة قلبية ان شحت الامطار للعام الخامس على التوالي.