عمدة فاس يدعوا الى دورة إستثنائية و خلال المناقشة يعمد الى سحب النقطة الأساسية المتعلقة بتديبر قطاع النظافة
يبدو أن مجلس جماعة فاس الذي يرأسه التجمعي عبدالسلام البقالي و الذي يشغل منصب عمدة المدينة يسير الى الطريق المسدود و النفق المظلم بالعاصمة العلمية التي تعيش على وقع إختلالات كبيرة تهدد السلم الاجتماعي لساكنة تنتظر الشيء المفقود.
أخر الخرجات الغريبة و العجية لعمدة فاس البقالي هو دعوته الى عقد دورة إستثنائية أمس الثلاثاء (10 شتنبر 2024)،و ذلك من أجل مناقشة نقطتين مهمتين أدرجت في جدول أعمال الدورة و يتعلق الأمر بالمصادقة على دفتر التحملات لتدبير قطاع النظافة على الشركة الجديدة التي سترسوا عليها الصفقة الجديدة،فيما النقطة الثانية تتمحور حول تهيئة عدد من الساحات العمومية و الحدائق التي وصلت الحضيض وخاصة بوسط المدينة.
الغريب في الأمر هو إقدام العمدة البقالي خلال دورة أمس الاستثنائية الى سحب النقطة المدرجة و المتعلقة بالمصادقة على ملف تدبير قطاع النظافة،وهو ما أجج الأوضاع داخل القاعة من خلال الانتفاضة التي قادتها المعارضة و التي كشفت ان منطق الارتجالية و العشوائية التي تدبر بها مدينة فاس في عهد المجلس الحالي و هو ما يؤكد إستمرار التخبط و الفوضى في القرارات.
و مع قرار العمدة تأخير المصادقة على دفتر التحملات المتعلق بتدبير قطاع النظافة سيزيد في إغراق المدينة بالنفايات المنزلية و تنامي ظهور مطارح للازبال وسط المدينة و الاحياء الشعبية،مع العلم ان العاصمة العلمية منذ شهور تعيش على وقع تسونامي الازبال بسبب فشل الشركة الحالية و التي باتت على حافة الافلاس مما عجل بها بنقل اسطول خردتها خارج المدينة.
أما تهييئ الساحات العمومية فيبدو ان ولاية الجهة سحبت زمام الأمور من مجلس جماعة فاس و تم إستقدام شركة العمران لتدبير مجموعة من الأوراش و خاصة فيما يتعلق بتهيئة الشوارع و ساحة فلورنسا التي تحولت الى مراحيض في الهواء الطلق،و كذلك تدمير مجموعة من الحدائق من خلال التخلي عنها و عدم صيناتها و هو ما جعل عشبها يحترق بشكل كلي بمختلف المدارات و المعابر بسبب فشل مجلس المدينة في خلق محطات لمعالجة المياه العادمة لسقي الحدائق كما هو معمول به بعدة مدن مغربية و التي نجحت في العملية .
عمدة فاس بات بين مطرقة الفشل الذريع في التسريع بتدبير قطاع النظافة و سندان غياب جميع المرافق المتعلقة بالنقل الحضري و الحدائق و الانارة العمومية وهو ما يؤكد ان فاس في عهد المجلس الحالي عاشت ثلاث سنوات عجاف و تدبير يتسم بالخطورة الجنائية بعد تورط عدة منتخبين و نواب الرئيس في قضايا الفساد،وهو ما يؤكد إستمرار “البلوكاج” خلال ما تبقى من ثلاث سنوات القادمة رغم ان المعارضةو بتنسيق مع الأغلبية الغاضبة تستعد خلال دورة أكتوبر الى قلب الموازين داخل المجلس و المقاطعات.
فعمدة فاس البقالي و إن كان يؤمن بالاخلاق السياسية و العمل الحزبي النظيف كان عليه تقديم إستقالته مباشرة بعد الحكم عليه بالسجن النافذ في ملف شبكة جماعة فاس التي كان يتزعمها البوصيري كما فعل زميله في حزب التجمع الوطني للاحرار كاتب المجلس سفيان الادريسي الذي سارع الى تقديم إستقالته مباشرة بعد الحكم عليه بالجسن في نفس الملف.
و من خلال ملامسة الحصيلة المرحلية الاولى لجماعة فاس و التي كانت ثلاث سنوات عجاف،إلا أنها لم تخلوا من المتابعات القضائية و سجن المنتخبين و مع العلم ان الحصيلة القضائية كانت ثقيلة من خلال المتابعات،و خاصة سجن النائب الثالث و الحكم عليه بثمان سنوات و الحكم على العمدة البقالي بستة أشهر و على كاتب المجلس سفيان الادريسي كاتب المجلس كذلك بستة اشهر.
فيما يتابع رئيس مقاطعة جنان الورد رضا عسل المنتمي الى حزب الاحرار في حالة إعتقال بسبب تورطه في ملفات خطيرة وسبقه نائبه الاول جواد المرحوم المحكوم عليه بالسجن النافذ .
و عرفت عدة مقاطعات وخاصة سايس و أكدال بسجن نواب الرئيس و منتخبين من الاغلبية فيما الملاحقة القضائية مازالت مستمرة في عدة ملفات خطيرة.