سياسة

عمدة فاس بين “دموع التماسيح” و خردة حافلات النقل الحضري و متلاشيات شاحنة جمع الأزبال و المشاريع المفقودة

على هامش دورة أكتوبر التي إنعقدت أمس الإثنين (7 أكتوبر 2024)،و التي لم تكتمل لمناقشة و التصويت على جميع النقط المدرجة ليبقي عليها مفتوحة الى 16 من الشهر الحالي،ظهر عمدة فاس عبدالسلام البقالي المنتمي الى حزب التجمع الوطني للأحرار يذرف الدموع وهو يعطي تصريحات لوسائل إعلام محلية بعد أن تمت محاصرته فيما يخص ملف النقل الحضري من خلال الإستعانة بأسطول “الخردة” القادم من إحدى المدن المغربية.

و إجتمع في عبدالسلام البقالي دموع التماسيح على نهج عبداللاه بنكيران زعيم حزب العدالة و التنمية الذي كان يتقن التباكي في التجمعات الخطابية في محاولة زعزة الحضور و كسب عطفهم،فيما زاد  عمدة فاس  في سيلان دموعه التي ملئت عينه و نظارته و كأن واقع الحال يقول أنه محبط بسبب الحكم الصادر في حقه بشبكة “البوصيري”، و يؤكد بلسانه أنه عاجز و فاشل في تدبير شؤون مجلس جماعة فاس التي وصل بها الى الحضيض.

و مع فضيحة حادثة دخول حافلة للنقل الحضري مقبرة باب “الرجيسة” و التي أدخلت حوالي 60 مواطنا مستشفيات المدينة،و التي قرر العمدة الإختفاء عن الانضار الى حين ظهوره أمس و هو يذرف الدموع،بعد أن تبين ان 49 حافلة مهترئة تم تحويلها الى مقبرة الحافلات بأحد المستودعات الذي توجد بها المئات من الحافلات الغير الصالحة للاستعمال،و أمام إنتشار الخبر كالنار في الهشيم و تناقلته وسائل إعلام وطنية و دولية حول إقتحام قبور المسلمين من طرف حافلة مجنونة للنقل الحضري حتى تسارعت الجماعة الى إستقدام حوال 60 حافلة و لكنها من خردة المدن المغربية و كتب عليها “حافلات مؤقتة” فإنتظار الاسطول الجديد الذي يأتي أو لا يأتي.

و بينما كان على عمدة فاس ان يناقش هموم ساكنة فاس و صفقة النظافة المشبوهة و التي هي كذلك تحمل شعار “مرحلة إنتقالية” و انها مازالت تكتري العتاد القديم المتهالك لجمع النفايات فيما دفتر التحملات لم يجد طريقه للتأشير عليه على وجه الاستعجالو لما تعانيه المدينة  والتي تحولت الى مطاريح للنفايات و الازبال التي تنبعث منها الروائح الكريهة،لكن البقالي لا يبالي بالمصائب و الفضائح و قرر في دورة أمس تثبيت محتسب الصوت لقمع المعارضة و التي أعطى لها ثلاث دقائق محدودة لطرح الاسئلة و مناقشة النقط المدرجة في جدول الأعمال،وهو ما يوحي محاولة الهروب الجماعي لمجلس جماعة فاس .

و يبدو أن أحوال فاس تسير الى الهاوية و أن فك العزلة عن المدينة يحتاج الى قرارات شجاعة و مركزية و جوهرية و هو ما يؤكد ان المجلس الحالي غير قادر على مثل هذه القرارات و سيسير بالمدينة خلال ما تبقى من المدة الانتدابية الى الهاوية و الى ظهور إنفلات إجتماعي يهدد العاصمة العلمية .

فاس تعيش ويلات المشاكل الكبرى مع المجلس الحالي فلا عمدة في قدر المسؤولية أو مجلس يتطلع الى إهتمامات الساكنة ،بينما باتت التطاحنات تظهر في الافق مما جعل أعضاء من الأغلبية تفظل الغياب و ترك 24 شخصا يصوت على المشاريع المفقودة.

و كانت المعارضة تطمح بأن تجد أجوبة عن تساؤلاتها الحارقة و المحورية و خاصة فيما يتعلق بلوائح العمال العرضيين الذين تعج به الجماعة و المقاطعة الستة إلا أن البقالي ظل يتهرب من جميع الاسئلة و هو  لايبالي و كأن واقع الحال يتحدث عن فقدانه لبوصلة تدبير شؤون المجلس و بات يعيش على واقع “الترقيع” او التفكير في تقديم إستقالته و الهروب من الجحيم الذي وجد فيه نفسه حتى بات يذرف الدموع مباشرة على الصفحات الاجتماعية والاعلامية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى