شد الحبل يشتد بين الحكومة و طلبة كليات الطب و الازمة تدخل النفق المسدود

في آخر مستجدات الوساطة البرلمانية بين الحكومة وطلبة الطب في الأزمة التي دامت لقرابة الـ7 أشهر، اشترط طلبة الطب تعديل بعض النقاط التي تضمنها العرض الحكومي قبل قبوله بشكل نهائي، مشددين على ضرورة تحرير محضر اتفاق يوقع بين الحكومة وممثلي الطلبة، وذلك في وقت ستعقد فيه لجنة طلبة الطب، اليوم الإثنين، ندوة صحفية للكشف عن آخر المستجدات في الأزمة التي تهدد الموسم الجامعي بكليات الطب بالسنة البيضاء.

وحسب مصدر عليم من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، فقد طالب ممثلو الطلبة بمواكبة قرار تقليص سنوات الدراسة مع الهندسة البيداغوجية الملائمة للقرار، مشددين على “إعفاء الدفعات الخمس من السنة الأولى حتى السنة الخامسة في الموسم الجامعي 2023/2024 من هذا القرار وإلحاقهم بدفتر الضوابط البيداغوجية القديم”.

وأورد المصدر ذاته أن الطلبة الذين التقوا برؤساء بعض الفرق البرلمانية بمجلس النواب تشبتوا بـ”رفع جميع العقوبات التأديبية من توقيفات للممثلين وحل المكاتب والتراجع نقطة الصفر”.

وعلى مستوى الامتحانات، طرح الطلبة المحتجون مطلب “منح الطالب في كليات الطب والصيدلة فرصتين في كل أسدس من أجل اجتياز الامتحانات”.

ووفق المصدر نفسه، فقد أكد الطلبة الحاضرون للاجتماع لرؤساء الفرق البرلمانية بمجلس النواب على الموقف المعلن في الاجتماع الأخير الذي جمع بين الطرفين يوم الخميس المنصرم وذلك بعد استشارة جميع مكاتب ومجالس الطلبة المكونة للجنة الوطنية، حيث كان مقترح اللجنة هو التمسك بالعرض الحكومي الأخير بشرط تعديل بعض النقاط فيه.

وأشاد الطلبة بمبادرة البرلمان باعتبارها “وساطة مؤسساتية قادرة على تقريب الرؤى بين الطرفين وإيجاد حل واقعي يصب في مصلحة الوطن”.

واستنكرت اللجنة التي تضم طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان استمرار الوزارتين الوصيتين في “نهج سياسة القمع من خلال حل مكاتب الطلبة وتوقيف مجموعة من ممثليهم وكذا التماطل غير المبرر في الإستجابة لمطالبنا المشروعة ذات الطابع البيداغوجي المحض”.

وجددت اللجنة ذاتها “ثبات الطلبة المحتجين على مسلسلهم النضالي عبر تنظيم ندوة صحفية غاية في تنوير الرأي العام وتصحيح جميع المغالطات التي تم الترويج لها وذلك يوم الاثنين 15 يوليوز بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عليها”.

وكان اللقاء الذي جمع بين فرق برلمانية وطلبة الطب في إطار الوساطة البرلمانية المقترحة لحل أزمة مستمرة منذ سبعة أشهر، دام لأزيد من خمس ساعات، وتناول بالتفصيل نقاط الخلاف بين أطباء الغد وبين وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك بحسب ما أفادت به مصادر حضرت اللقاء.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن طلبة الطب، عبروا خلال اللقاء، عن رغبتهم في مواصلة الحوار مع الحكومة، لإيجاد حلول مناسبة لإنهاء الأزمة التي تهدد بسنة بيضاء، وذلك ردا على مناشدات متفرقة وجهها الوزيران الأربعاء لطلبة الطب للعودة للمدرجات والامتحانات، مشيرة إلى أن الطلبة لا يتعاملون مع ما يقع على أنه “مزحة” أو “هواية”.

واستمعت الفرق البرلمانية لمطالب طلبة الطب، وذلك بعد حضورهم لاجتماع مشترك، الأربعاء المنصرم، بين لجنة القطاعات الاجتماعية، ولجنة التعليم والثقافة والاتصال، بحضور كل من وزير الصحة والحماية الاجتماعية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، دارت رحاه حول “الاحتقان في أوساط كليات الطب والصيدلة”.

و لم يحدد بعد موعد لقاء طلبة الطب والحكومة، “ولازالوا ينتظرون تفاعلا إيجابيا، وخطوة مرتقبة للبدء في سلسلة لقاءات يأملون أن يجدوا خلالها مخرجا لأزمتهم ومصير مطالبهم، والذي عبروا عليها أكثر من مرة ولإنقاذ الموسم الدراسي لكليات الطب من سنة بيضاء”.