روبورطاج: ليلة رعب بفاس و حافلات “الموت” تدخل الركاب القبور في حادث غريب و البقالي عمدة المدينة يدفع لقتل الساكنة
لا صوت يعلو فوق صوت دوي صفارات سيارات الإسعاف و عربات التدخل السريع للشرطة و القوات المساعدة في ليلة رعب عاشتها مدينة فاس أمس الإثنين (30 شتنبر 2024)،و ذلك بعد أن وقعت حادثة غريبة لحافلة النقل الحضري “سيتي باص” و التي كانت تؤم خط رقم 10 العابر لمنطقة باب الرجيسة .
و في تفاصيل الحادث الغريب،أن سائق الحافلة فقد سيطرته ل عليها بفعل السرعة التي كان يسير بها عند منحدر و منعرج المطل على باب الرجيسة،و هو ما جعل الحافلة ترتطم بسيارة أجرة صغيرة بالاتجاه المعاكس و هي كانت تسير لارتكاب أخطر حادثة و لكن الألطاف الإلهية و قبور المسلمين شلت حركة الحافلة.
الحافلة التي رست وسط القبور التي شلت حركتها و هي كانت تعج بالركاب،مما خلف إصابة حوالي 60 شخصا و الذين كانوا يحاولون الخروج من الحافلة وسط التدافع و الصراخ و محاولة تكسير زجاج النوافذ.
و أمام هول الحادثة و أعداد الإصابات الذي كانت تعج بهم الرحلة ، و فور توصل السلطات بالإخبارية جندت مختلف سيارات الاسعاف لنقل المصابين فيما طوقت المنطقة و رفع الاستنفار الأمني و ساهمت القوات العمومية في تأمين محيط الحافلة وسط القبور تحسبا لأي أعمال سرقة.
و ساهمت القوات الأمنية في إنتشال المصابين من وسط الحافلة و نقلهم على الاكتاف بسبب المنحدر الخطير الذي هوت فيه الحافلة و التي شلت حركتها بواسطة القبور و التي كانت تسير صوب الوادي الفاصل بين فاس و جبل زلاغ.
مصابة كانت ضمن ركاب الحافلة حكت مأستها للجريدة الإلكترونية “فاس24″،و هي تتحدث عن حمولة الحافلة التي كانت ممتلئة على أخرها فيما السائق كان يسير بسرعة جنونية و حاول الركاب ثنيه بأنه يواجه منعرج خطير لكنه لم يبالي حتى وجد نفسه بين القبور و يشم رائحة الموت التي فلت منها.
سلطات المدينة من والي الجهة ووالي الأمن تفقدوا منطقة الحادثة و زاروا المصابين بمستشفيات المدينة للإطمئنان على صحتهم و كذلك توفير لهم العناية الخاصة حتى يمروا من الأزمة التي هزت هدو فاس ليلا،فيما غاب عمدة فاس البقالي و باقي المنتخبون.
المصالح الطبية قالت أن الاوضاع تحت السيطرة و أن المصابون حالتهم مستقرة فيما وجهت الحالات الحرجة و المقدرة بسبعة أشخاص صوب المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني لوضعهم تحت المراقبة الطبية اللصيقة .
الاصابات التي تتواجد بالمستشفى الاقليمي الغساني غالبيتهم غادروا بعد تلقيهم الاستشفاء،فيما تحدث مصادر طبية عن وجود إصابات عبارة عن كسور بالاقدام و و القصف الصدري و الاختناقات.
و عاشت مختلف المستشفيات ليلة بيضاء لتقديم كافة العلاجات للمصابين فيما أعلنت حالة الاستنفار داخل أقسام جراحة العظام و قسم الراديو و داخل المستعجلات و العناية المركزة .
و مع الاصابات المتنوعة بين مختلف المصابين و المقدرين حوالي 60 راكبا لم يعلن عن أي حالة وفاة الى حدود منتصف ليلة أمس وفجر اليوم الثلاثاء.
و تعيش فاس وضعا لا يحسد عليه فيما يخص النقل الحضري بالمدينة التي باتت تتجول فيها حافلات “الموت” و التي باتت ترتكب عدة حوادث منها ما هو مرتبط بإندلاع النيران وسطها و أخرى تنقلب بالمنعجرات و تسقط في الوديان و اخرى ترتطم بالاشجار و امس قررت زيارة القبور لتذكير الركاب بالموت .
و قالت مواطنة وهي تعبر عن سخطها لما أل إليه قطاع النقل الحضري بفاس ،ان الموتى الذين يرقدون في القبور أفظل من الأحياء الذين يتجولون على الأرض و انه لولاهم لسجل العشرات من الوفيات في حادثة أمس.
سلطات ولاية فاس و بتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية كانت قد كشفت على انه سيتم إستقدام أسطول جديد عبارة عن 260 حافلة،و هي نفس الارقام التي قدمت في دفتر التحملات للجنة “الفيفا” لتنظيم كأس العالم.
و أمام الحوادث المتكررة بات على والي الجهة سعيد أزنيبر شد العزم من أجل التسريع بإستقدام حافلات النقل الحضري و تتبع عملية تنزيلها لان “سيتي باص” باتت تتلاعب بأرواح ساكنة فاس العاجزة عن مواجهة تغول الشركة و فشل المجلس الجماعي في شخص عمدة المدينة عبدالسلام البقالي و الذي ينتمي الى حزب رئيس الحكومة و المتحمل للمسؤولية الكاملة لما ألت إليه الاوضاع بمختلف القطاعات.
مواطنون كانوا فور وقوع الحادثة،حملوا المسؤولية لرئيس جماعة فاس العمدة البقالي و انه منذ وصوله الى المنصب بعد إنتخابات 8 شتنبر 2021 وهو يقدم الوعود و يعقد الدورات و يدرج نقطة النقل الحضري في جدول الأعمال إلا أن وعوده ظلت حبيسة المجلس و مكتبه، و تبين انه فشل فشلا ذريعا في تجديد الاسطول و الدفع بالشركة الى تنزيل دفتر التحملات او المغادرة و فتح صفقة جديدة.