رئيسة “الهاكا” تحذر بفاس من التضليل الإعلامي و تطالب بالتفريق بين الصحافي و المؤثر
وجهت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) لطيفة اخرباش، تحذيرا من الخلط بين الصحافي و”المؤثر”، مؤكدة أن “هذا الخلط أخلاقيا منبوذ وأثاره وخيمة، لأنه يساهم في خلق بيئة حاضنة للتضليل الإعلامي”.
و كانت رئيسة “الهاكا” تتحدث خلال الدرس الافتتاحي لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، برسم الموسم الجامعي 2023-2024، الذي ألقته، أمس الجمعة (8 دجنبر 2023) لطيفة خرباش حول موضوع “التضليل الإعلامي في زمن الأزمات، زلزال الحوز نموذجا”.
و حذرت من الممارسات التضليلية التي تتناسل خلال الأزمات، يمكن أن تكون فاجعة، مستحضرة في ذلك “زلزال الحوز”، أو أزمة سياسية، أو حرب، أو معاناة إنسانية، أو تطاحنات عرقية، مشددة على ضرورة التصدي لها لأنها خطيرة وذلك صونا لسلامة المعلومة والمعرفة في المجتمعات.
وأضافت نفس المتحدثة،أن التضليل الإعلامي دون مساءلة المنظومة الصحافية الوطنية من الداخل، محذرة من نفاذ استراتيجية التأثير للممارسة الصحافية، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة “تحكمها وتؤطرها قوانين ولذلك هذا الخلط هو تجن كبير على المجتمع”.
و شددت رئيسة “الهاكا” على التفريق بين صحيفة تشتغل بمهنية ويتوفر صحافيوها على بطائق الصحافة وما بين قناة في “اليوتيوب”، مسجلة أن المواطن المغربي يبحث عن الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الصحافة المهنية أو التلفلزيون الرسمي.
و أوضحت من خلال مداخلتها أن الجميع، “يعرف بأن هذه المنصات تشتغل بخوارزميات، وبرمجتها قامة على أمر خطير يمسيه الخبراء باقتصاد جذب الانتباه”، موضحة أن الخوارزميات تلعب دورا خطيرا ف يحشد وتجميع وتكوين رأي عام دخلي لبعض الاختيارات الفكرية وللتضليلي.
ونبهت السيدة اخرباش من هيمنة المنصات الرقمية على الصحف الخبرية حيث اعتبرته “أخطر ما وصلنا إليه”، موضحة أن هذه المنصات هي شركات للخواص، ولو أن بعضها قريب لبعض الدول، ولكن همها هو الربح، ولا نخاطب فيها مربي الأجيال، ولا تستحضر بطريقة طبيعية قضايا المصلحة العامة.
و صنفت المنصات الرقمية تشتغل بالخوارزميات أنها لا يهمها الحرام والحلال والخير والشر، ولا تبحث عن الفضيلة بل همها ربح الأموال، بترويج الفضائح والمس بالحميمية وخطاب الكراهية والخطاب الراديكالي لجذب المشاهدين.