حرب كورونا:عين على فاس التي تتأرنح بين ارتفاع عدد المصابين و تهور المواطنين و كارثة “برج فاس” و الانفلات الصحي
دخلت مدينة فاس منذ نهاية الأسبوع المنصرم،في انفلات صحي خطير،و هو ما يمهد إلى أن المدينة ونواحيها سيتحولون إلى بؤر لإنتاج المئات من المصابين بجائحة فيروس كورونا المستجد.
و بينما كانت المدينة تعيش نوعا ما في هدوء و ترقب،حتى تواردت الأخبار من هنا و هناك،عن اكتشاف حالة إصابة تخص مستخدم التخزين بالمركب التجاري “برج فاس” و داخل متاجر “كارفور” التي كانت تساهم بشكل كبير في تأمين المواد الغذائية للساكنة المدينة،بالمقابل لم تكن هناك إجراءات قوية لمواجهة انتشار فيروس كورونا داخل أكبر متجر بالعاصمة العلمية.
ظهرت الحالة الأولى نهاية الأسبوع المنصرم بمستخدم تخزين المواد الغذائية،و كان يوم أول أمس الاثنين كافي لتتحول المدينة إلى بؤرة جديدة تظهر إصابات العشرات من المستخدمين و الزبناء فيما العشرات من العائلات تضع أياديها على قبولها في انتظار التحاليل المخبرية،و بالمقابل تواصل وزارة الصحة و السلطات رحلة البحث عن المخالطين المحتملين للمصابين و الذي يبدو أنهم تجاوزوا 60 حالة مؤكدة و هي التي ساهمت في رفع رتبة فاس في عدد الاصابات.
و بالمقابل،مع دخول ظاهرة وضع الكمامة و إجباريتها،و التي شجعت الجميع إلى الخروج بقوة و عدم احترام حالة الطوارئ التي سنتها الدولة،فيما بشكل يومي يلاحظ خروج الناس إلى الاسواق و الشوارع وشباب المدينة وجدوا ضالتهم في العشرات من المحلات التجارية التي تبيع كؤوس القهوة و عملوا إلى قصدها و الترنح بها بمختلف الاركان،دون أن يعي الجميع أن الأفعال التي يقومون بها هي قمة التهور و الدفع بالمدينة الى الهلاك .
و زادت الأحياء الشعبية و أحزمة الفقر و البؤس المنتشرة بالمدينة من كل المحيطات،أن تساهم بشكل قوي في انفلات صحي يصعب على الجميع التكهن بما سيقع مستقبلا و كم هي عدد الحالات التي ستصل إليها المدينة،بعد أن قرر الجميع العيش بمنطق التهور و اللامبالاة و عدم التقيد بقرارات الدولة و الإجراءات الصحية الاحترازية،و ذلك بعد ان تحول الباعة الجائلون و عوض ان يبيعوا الخضر و الفواكه،تحولوا الى سن خطة “التبراح” و الصراخ لبيع الكمامة بالتقسيط داخل الأحياء الشعبية.
و عاشت البوادي المحيطة بمدينة فاس،أمس الثلاثاء حالة من الاستنفار و ذلك بعد ظهور أول حالة إصابة مؤكدة تحمل فيروس كورونا،و يتعلق الأمر بشخص ينحدر من دوار أولاد يزيد بجماعة عين الشقف و الذي نقل الوباء بسبب عمله بالمركب التجاري برج فاس،فيما يرجح أن يكون المصاب خالط العشرات من الأشخاص،و تعد هذه الحالة الأولى التي ظهرت بإقليم مولاي يعقوب و داخل العالم القروي.
و بين الإرهاصات الجديدة التي لحقت بمدينة فاس،صار لزاما على والي الجهة التدخل و سن إجراءات قوية و صارمة ،و يتعلق الامر بتحريك الدوريات لمحاربة تهور المواطنين،و تفعيل توقيت جديد لإغلاق المتاجر و الذي يرجح أن يكون مع الرابعة زوالا كما هو معتمد في مجموعة من المدن،و تفعيل خطة حالة الطوارئ من خلال مواجهة الانفلات الصحي و الضرب من حديد على المحالات التجارية التي تبيع كؤوس القهوة،و إلا فالمدينة ستدخل في دوامة خطيرة يصعب على المستشفيات إستعاب كافة المصابين،و الذي سيكون سببه تقصير السلطات في أداء واجبها الوطني و تهور المواطنين في الدفع بالبلاد إلى الهلاك.