جهة فاس ـ مكناس..الوالي معاذ الجامعي وجها لوجه مع الملفات الحارقة
جهة فاس ـ مكناس..الوالي معاذ الجامعي وجها لوجه مع الملفات الحارقة
بعد مرور ما يقرب من تسع سنوات على تعيينه واليا على “فاس ـ مكناس”، سعيد ازنيبر “يغادر” نحو درعة ـ تافيلالت، عاش خلالها سنوات الصراع المرير على ملفات حارقة بجهة تواجه الكثير من الصعوبات التي حولته الى دركي لملاحقة الكتلة الفاسدة من المنتخبين دون ان يتم توقيف جشع المستثمرين..والرهان على خلفه الوالي معاذ الجامعي، ابن فاس القادم من جهة الشرق.
الكثير من الفاعلين في الجهة، وفي مختلف الحقول، عبروا عن تطلعات تساورهم بأن تساهم هذه الحركة الانتقالية في تجاوز الأوضاع الصعبة لجهة تضعها تقارير رسمية في أسفل الترتيب تبعا لمؤشرات التنمية وانسداد الآفاق، وما يرتبط بذلك من المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر، و انتشار احزمة الفقر و البؤس وضعف مخيف في الاستثمارات، خاصة في قطبيها الكبيرين..فاس ومكناس.
لقد عانت الجهة منذ مدة من غياب مشاريع مهيكلة مهمة، في وقت يتم فيه تفتيت الميزانيات الضخمة من قبل المجالس المنتخبة، ومنها مجلس الجهة، لإرضاء ناخبين كبار أبرز رهانهم هو العودة من جديد بمشاريع إصلاح السواقي وحفر الآبار وتعبيد مسالك، وهي عمليات بسيطة تدخل ضمن اختصاص المجالس القروية..
فترة الوالي السابق الذي غادر نحو جهة درعة تافيلالت، تعمق فيها صعوبات الجهة بسبب المجالس الجماعية التي تعاقب عليها عدد من المتخبين الفاسدين، دون تأثيرات إيجابية حقيقية، عكس جهات أخرى استطاعت أن تحقق إقلاعا مهما، كما هو الشأن بالنسبة لجهة مراكش وجهة الرباط وجهة طنجة…
الجهة لها مواعد مع محطات كبرى في القادم من السنوات، ومن أبرزها محطة مونديال 2030. وساكنتها، في جزء عريض منها، لها تطلعات مشروعة تخص تجويد خدمات القرب، وترسيخ إدارة القرب، ولكن أساسا البحث عن السبل الكفيلة باستنبات مشاريع استثمارية ضخمة تعطي دفعة لدينامية اقتصادية تمكن من تجاوز أوضاع انسداد اجتماعي واضح، خاصة في مدينة فاس ومكناس. انسداد من أبرز معالمه أيضا، انتقادات لمختلف الفاعلين تخص القطع مع سياسة الأبواب المغلقة، وضعف التواصل، ونقص واضح في حضور بصمة رجال السلطة في الميدان لمواجهة مختلف مظاهر الاختلال بالمدن الكبرى للجهة، ومنها مدينة فاس؛ و مساهمة العديد منهم في التغاضي عن خرق القانون.
كل هذه الملفات تنتظر الوالي الجديد..لكن هناك أيضا عدد من الملفات الآنية في انتظاره..هناك ملف النقل الحضري في كل من فاس ومكناس. ومن أبرز عناوينه فشل رعاية مصالح وزارة الداخلية لاتفاق تحكيمي في فاس لتجاوز أزمته الخانقة التي تتجلى في نقص فظيع في الأسطول، وتدهور الحافلات التي تجوب الشوارع. وإلى جانب هذا الملف، هناك قضية النظافة وانتشار الأزبال والنفايات. وهناك الكثير من المشاريع المبرمجة في إطار ترتيبات احتضان المونديال.. وهناك الكثير من مظاهر الاختلال في احتلال الملك العمومي و تنامي البناء العشوائي و تدهور المرافق و عودة التسيب.
لكن أكبر تحدي يمكن أن تواجهه معالجة كل هذه الملفات، له علاقة بمجالس منتخبة أفرزتها محطة انتخابات 8 شتنبر 2021..مجالس تعاني، في المجمل، من ضعف الكفاءات، وغياب الإجتهاد، والغرق في وحل التجاذبات لاعتبارات ضيقة..وفي مدينة فاس، مجلس جماعي تفجرت في وجهه ملفات فساد، ويواجه انهيارا في المصداقية وضعفا واضحا في الأداء..كيف سيدبر الوالي الجديد كل هذه الأوضاع؟، سؤال مفتوح..