تقرير: حصيلة والي جهة فاس مكناس في محاربة الفساد بعد مرور أكثر من سنتين على الانتخابات التشريعية والجماعية
بينما كانت رؤوس الفساد تنتشي بالنتائج التي تحصلت عليها في الانتخابات التشريعية والجماعية ليوم 8 شتنبر 2021، بعد ان قاطع مختلف الفاسيين مهزلة الاقتراع وذلك بسبب الأسماء التي تقدمت الى تدبير الشأن العام.
ومع انبثاق الحكومة مشكلة من التحالف الثلاثي للأحزاب التي حصدت المقاعد البرلمانية ويتعلق الامر بحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال جعل زعماء التحالف الى توجيه منسقي الجهات الى تنزيل نفس التحالف لتشكيل المجالس الجهوية والجماعية والإقليمية.
وبما أن التنسيقيات الحزبية الجهوية والاقليمية نجحت في تشكيل المجالس بنفس التحالف الحكومي مضيفة لهما بعض الأحزاب وضمها لقطع الطريق عن المنافسين والمثال بفاس الذي قررت المجالس إنهاء طماح حميد شباط من اجل العودة الى العمودية بعد ان حقق اختراقا ضعيفا.
ومع توزيع كعكة المجالس المنتخبة بفاس بين التحالف الحكومي وإضافة بعض الأحزاب تحركت أطماع المفسدين واستلت سيوفها وباتت تقدم نفسها في تصورات غريبة فيما يسمع هنا وهناك بالفساد المستشري بمجلس المدينة والمقاطعات والجماعات الترابية لاحواز فاس.
ومع تحرك كتيبة المفسدين من المنتخبين رفع والي جهة فاس مكناس حالة الاستنفار القصوى في تكتم شديد وعقد اجتماعات سرية مع مختلف الأجهزة الامينة لاقتفاء أثر المهووسين بهدر المال العام والتزوير والسرقة.
و مع تولي الطغمة الفاسدة تدبير الشأن العام حتى صارت أطماعها هو كيف تحقيق ثروة ضخمة في أربعين يوما تيمنا بقصة “علي بابا و أربعون حراما”،و مع أن حموشي منذ توليه منصب المدير العام للأمن الوطني فعل التقسيم الجهوي للفرقة الوطنية للشرطة القضائية و التي كلفت بملاحقة المنتخبين و فرق العصابات الكبر و تجار المخدرات و هادري المال العام وهو ما ساعد فاس كثيرا لأسقاط الكثير من الرؤوس الفاسدة.
وبدأت حملة التطهير التي أطلقها والي جهة فاس مكناس وبتنسيق وثيق مع مختلف الأجهزة المتدخلة تعطي نتائجها وكانت الضربة الأولى إنهاء تفكيك إمبراطورية أولاد الطيب والتي كان يتربع عليها البرلماني الفايق وشقيقه رئيس مجلس العمالة وآخرون.
وبنفس النهج تحرك ازنيبر ومختلف المتدخلين الى مقاطعة سايس بحيث تم إسقاط نائب كاتب المجلس الحسين أجبيلي وشقيقه العربي اجبيلي في ملف الاستلاء والسطو على الباركينات وتحويل المخيم الدولي الى خمارة وفضاء للحفلات.
مكينة ازنيبر و الأجهزة الأمنية لم تتوقف بسايس عند الاخوة أجبيلي بل عملت على إسقاط النائبة الثالثة للرئيس المختفي حميد فتاح نسرين نويورة التي سقطت في ملف “أزطاطة” الذي تتابع مع شبكة “مصيرينات”، الى إعلان فرار النائبة الأولى سارة خضار في ملف ثقيل دون ان تعلم انها صدرت في حقها متابعة ام لا غير ان هوسها جعلها تفر بجلدها.
و من مقاطعة سايس الى مقاطعة أكدال بحيث أسقطت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية و بناءا على معلومات دائما توفرها المديرية الجهوية للمحافظة على التراب الوطني و التي لها الفضل الكبير لتطهير العاصمة العلمية و الجهة من شوائب الفساد و المفسدين به تم إسقاط النائبة الخامسة للرئيس محمد السليماني و يتعلق الامر بصباح الورياكلي و التي كانت تتزعم شبكة التسويق الهرمي و النصب على المواطنين من خلال مركز المفاوضات بإحدى الفنادق المصنفة بوسط المدينة و الذي كانت تشتغل به.
و من مقاطعة أكدال الى مقاطعة جنان الورد بحيث مكنت يقظة الفرقة الجهوية دائما من إسقاط النائب الأول للرئيس الملتحي رضا لعسل و يتعلق الامر بجواد المرحوم و الذي ضبط في حالة تلبس يتلقى مليون رشاوى إضافة الى ملايين أخرى اعترف بها في المحاضر القضائية، وكذلك النائب السابع إدريس الدريوش المحكوم عليه في الذبيحة السرية.
و من مقاطعة جنان الورد الى مقاطعة المرنيين التي يترأسها خالد الحجوبي شقيق البرلمانية المثيرة للجدل خديجة الحجوبي التي سقط بها المستشار الجماعي بوجمعة مرشوش لتزعمه ضمن شبكة نسائية متخصصة في النصب و الاحتيال وسرقة أموال الحالمين بالهجرة الى الضفة الأخرى.
و غير بعيد عن مقاطعة المرنيين نذهب الى مقاطعة زواغة بنسودة و التي يترأسها الاستقلالي إسماعيل الجاي و الذي تم فيه الاستماع مؤخرا الى ثلاث مستشارين بعد ان قدمت شكاية بهم تتعلق بتلقيهم أمولا للتدخل لاحد الأشخاص فيما المسطرة القضائية مازالت في طور الأبحاث،في حين غادر حميد شباط وزوجته فاطمة طارق المجلس.
ونصل الى بيت القصيد الى مجلس المدينة الذي مكنت حنكة سعيد ازنيبر من إسقاط أخطبوط كبير يتزعمهم البرلماني الاتحادي عبدالقادر البوصيري و معه عمدة المدينة عبدالسلام البقالي و كاتب المجلس الادريسي سفيان و موظفون أخرون ،و انضاف اليهم النائب الأول للرئيس البقالي و يتعلق الامر بالمنادي الادريسي بعد تورطه في ملفات تعميرية.
والى الجماعة الترابية سيدي احرازم و التي أنهت محكمة النقض أحلام الرئيس الحالي محمد قنديل و حكمت بإلغاء انتخابه بالدائرة الانتخابية لتورطه في فساد انتخابي يعاقب عليه،دون نسيان مع يتوارد من أخبار على الجماعية الترابية عين البيضا للكشف عن ما يروج بها.
و مع كل هذه المحاكمات و المتابعات وسقوط رؤوس كثيرة فإن واقع حال المقاطعات و مجلس المدينة يعيش وضعا فوضويا المتسم بالانتقام من خلال سحب التفويضات او التخلي عنها طوعا خوفا من الملاحقة القضائية، و يسجل غياب الرؤساء و المنتخبون المقرون بتعطيل مصالح الساكنة، فيما ينتظر مرور ثلاث سنوات الى إعلان الحروب السياسية من جديد بمختلف المجالس.
و بما ان والي الجهة سعيد أزنيبر لعب دورا محوريا في تخليق الحياة العامة و محاربة الفساد و المفسدين و المحافظة على المال و ذلك بمساعدة مهنية وحنكة مختلف الأجهزة الأمنية فإن الوالي ازنيبر ينتظره عمل كبير أولا مواصلة حملة التطهير، و ثانيا الدفع قدما لتعويض و إعلان الانتخابات لمأ فراغ المتابعين و القابعين في السجون و ذلك من أجل الاستمرارية الفضلى للمرفق العام ، مع إقتفاء أثر مجلس الجهة و مجلس العمالة للبحث عن الاختلالات و الضرب من حديد لكل من جاء على قشة “الحمار” ليصل الى المجالس و هو يحلم بالثروة و الجاه و النفوذ.