تحليل إخباري : منطقة الزلزال على وقع هزات ارتدادية و مطالب الناجين و تدخل الجيش
فاس 24: عبدالله مشواحي الريفي
سجلت صباح اليوم الاحد (10 شتنبر 2023)،هزة ارتدادية جديدة بقوة 4.5 على سلم ريشتر و ذلك على بعد 77 كلم من جنوب مراكش و هو ما يعني ان مكان الزلزال ما يزال ناشطا رغم هدوءه لساعات من ليلة أمس.
الزلزال الذي ضرب بقوة 7.1 حدت قوته بفعل الصفائح الجيولوجية المتينة لجبال الاطلس ،و هو ما عبرت عنه جهات متخصصة في تتبع الزلازل عبر العالم ان الضربة حددت بالجبال و ان المتضررين كانوا بالقرى المحيطة و الصغيرة و التي دمرت عن أخرها و خاصة ضواحي تارودانت و مراكش .
اجتماع جلالة الملك أمس مع لجنة اليقظة المشكلة من الحكومة و الجيش و الامن والدرك و الوقاية المدنية كان واضحا وهو التعجيل بالتدخل لإعادة إيواء المتضررين و المنكوبين و التكفل باليتامى و توفير السكن و تتبع الحالة الصحية للمصابين و التكفل بهم على نفقات الدولة.
الأجواء بمنطقة الزلزال هي أجواء جاري فيها البحث تحت الأنقاض من طرف مختلف فرق الإنقاذ والمواطنين الناجين والمتطوعين في محاولة الوصول الى ناجين، فيما يستبعد الاستعانة بالجرافات في الوقت الحالي في عملية الحفر وذلك الى حين التأكد من عدم وجود أي ناجي او ضحية تحت الأنقاض.
المغرب في مثل هذه الحالات و خاصة الزلازل او الانهيارات الكبيرة غالبا ما يستعين بوحدات الجيش المتخصصة و ذلك لقيادة عملية التدخلات و الحفر بشكل عقلاني و ذلك للحفاظ على أرواح العالقين و النبش بطرق ولو تقليدية و لكنها لها إيجابيات كبيرة لسواعد القوات المسلحة الملكية المنتشرة بكل المناطق و البلدات التي نال منها الزلزال العنيف.
وينتظر ان يحل بالمملكة كذلك فرق الإنقاذ من مختلف دول العالم والتي أعلنت التوجه صوب منطقة الزلزال بالحوز وذلك لتقديم المساعدات والمساهمة في عملية البحث عن الناجين تحت الأنقاض.
مطالب الساكنة التي اتى الزلزال على منازلها و فقدت أهاليها و التي قررت الفرار الى الغابات و الساحات المجاورة توجه نداءات متتالية الى الدولة من اجل توفير لها السكن و هو غالبا ما يكون على شكل خيام في مثل هذه الظروف الى حين مرور الهزات الارتدادية و الانتهاء من عملية الحفر و البحث عن الناجين و الضحايا المحتملين.
الجيش بمعية السلطات منذ ليلة الزلزال بدأوا في عد العدة من كل مناطق المغرب و ذلك لجمع الخيام و الاغطية و الدفع بالتغذية فيما دخلت جمعيات وطنية من مختلف المناطق لإيصال الغذاء الى الناجين الذين اصبحوا يفترشون الأرض و يلتحفون بالسماء في انتظار وصول اليهم الإعانات و الدعم.
كل دول العالم أعلنت الدعم للملكة و مركز قيادة من طرف جلالة الملك لتتبع كل صغيرة و كبيرة و الدفع بالجهات المعنية لفتح الطرقات التي نال منها الزلزال من اجل الوصول الى الأهالي الناجين.
فيما السلطات الصحية من وزارة الصحة والجيش عززوا من تواجدهم في رفع حالة التأهب القصوى لتقديم العلاجات للمصابين والذين تجاوزوا 3 الاف مصاب وغير ذلك من المواطنين المصابون بصدمات الزلزال مع العلم ان منظمة الصحة العالمية دخلت على الخط وقررت دعم وزارة الصحة بكل المتطلبات.
اما مدن وقرى المغرب فتعرف حالة تضامن واسع من خلال التوجه الى مراكز تحاقن الدم للتبرع بالدم للمصابين والناجين من الزلزال العنيف الذي ضرب المملكة و هي إشارة قوية للأجماع الوطني للتضامن المنقطع النظير بداية من التبرع بالدعم الى المساهمة في الصندوق الذي أعلنه جلالة الملك لضحايا الزلزال و كذلك الدفع بقوافل التغذية و المؤونة الى المناطق المنكوبة.
هي مشاهد مؤلمة بمناطق الزلزال أهالي فقدوا ذويهم و أباء فقدوا أبنائهم و عائلات بأكملها طمرت تحت الانقاض و دواوير في أعالي الجبال مسحت بشكل نهائي و كأن شيء لم يكن ما عادا الاطلال التي تبكي الدم و الأرض التي تتنفس الجثث، و دعوات متتالية في محاولة الوصول الى ناجين تحت الأنقاض في تمني و أمل مغروس بغصة عميقة في القلب و في عيون لا تتوقف من غزارة الدموع التي لا تنتهي و في دماء الضحايا الملطخة على الأنقاض و لباس الأهالي الناجين،و هي كذلك مخلفات الكوارث الطبيعية و خاصة الزلزال العنيف الذي ضرب أهالي الحوز بالمغرب.