مجتمع

تحليل إخباري : حملة إشهارية مستفزة بنتائج عكسية تهز “جمعية مبادرات” بفاس

يبدو أن “جمعية مبادرات لترسيخ ركائز الدولة الإجتماعية” التي تترأسها الموالية لحزب الاصالة و المعاصرة و رئيسة مجموعة جنان أسبيل و عضوة مجلس جهة فاس مكناس فدوى دادون سقطت في حملة إشهارية بنتائج عكسية و هي تحاول الركوب على ما يقع من هجرة جماعية و غير نظامية للشباب و القاصرين المغاربة  للنزوح الى ثغر سبتة المحتلة.

وسقطت هذه الجمعية “الهاوية” في المحضور و ذلك من خلال ترويجها لحملة إشهارية على نطاق واسع بواسطة لوحات إشهارية بالشارع العمومي او الترويج لها عبر صفحات المنصات الاجتماعية.

الجمعية الهاوية و التي تقف ورائها “البامية ” دادون فدوى رفعت في شعارات الحملة الاشهارية عبارات مستفزة للمغاربة و هي تتحدث عن “الفساد و البطالة” و كأن واقع الحال ان الممكلة المغربية دولة فاسدة و ان البطالة تنخر الشعب و ان هذه الاسباب هي  من شجعت القصارين و الاطفال و الشباب لإعلان الهجرة الجماعية نحو جيب سبتة المحتلة.

و في ضعف في التأطير الجمعوي الذي أظهرته الجمعية الهاوية و هي تروج لهتشغاغ “منهربوش” أو من خلال رفع وطنك فوق كل شيء… الفساد و البطالة  ماشي سبب باش تهرب.و زادت أن الهروب ماغاديش يحل المشاكل .. و الغربة تقدر تخدعك   لكن الوطن هو لي كيبقى معاك حتى فالظروف الصعيبة،هي شعارات كلها زادت في سكب الزيت على النار .

و أمام رفع شعارات مستفزة للمغاربة من طرف الجمعية الهاوية و التي عجل بنشطاء الصفحات الاجتماعية تشتعل لتنتقد طريقة المعالجة لما وقع بثغر سبتة المحتلة،و ان التكريس لمفهوم الفساد و البطالة كلمتين خفيفيتين على اللسان و ثقيلتين في الميزان من خلال  ضرب في مجهودات الدولة في محاربة مجموعة من الظواهر دون أن يعي أصحابها ما يفعلون و لو كان ذلك عن غير قصد.

مشكل الهروب الجماعي ليس في حد ذاته البطالة او تفشي الفساد في مجموعة من القطاعات و ليس في جهاز الدولة،لان الشاب و القاصر و الطفل الذي حاول المشاركة في الهجرة الجماعية أولا كان مشحونا من طرف أيادي خفية و ثانيا أن الهجرة هو حلم مجموعة من المغاربة نحو الضفة الاخرى،لان الهجرة هي مشكل بنيوي و ان من شارك لا يفهم معنى الفساد او البطالة،بقدر ما يتقن أنه قاصر و لا يسمح للقوانين الاوروبية وخاصة الاسبانية إرجاعه الى بلاده وهو ما جعل التلاميذ باتوا يرددون شعارات الهجرة من خلال ترديد ” مع السلامة المغرب و اهلا مالاكا” و ذلك باللغة الاسبانية .

رفع شعارات الفساد و البطالة هي تكريس و لعب على العقول و تأثير على المجتمع و هو ما قد يؤدي الى نتائج سلبية وخيمة على الجميع،و به بات من المستعجل على اللسطات التدخل لازالة ما تبقى من  اللوحات الاشهارية ان وجدت وهي تروج و ترفع الفساد و البطالة،لان الدولة تقدم مجهودات كبيرة في محاربة الوضع البنيوي المتعلق بمجموعة من الظواهر التي تهدد الأمن الإجتماعي،بعد أن تبين أن مجموعة من منها قد تم التخلص منها بدعوى ان الحملة كانت لثلاث ايام حسب تصريحات رئيسة الجمعية.

و بات على الجمعيات و الفعاليات المدنية الجادة الابتعاد على الأزمات الإجتماعية و التنحي جانبا و عدم الركوب على الأزمات التي تظهر بين الفينة و الأخرى لانه العمل المدني الجاد هو البحث عن حلول و المشاركة في نتائج إيجابية و ليست سلبية و مستفزة بشكل عام.

الجمعيات الفعالة و التي تعرف ما تفعل من خلال المساهمة في تأطير المجتمع،تتجلى من خلال حملات واعدة للدفاع عن وقف نزيف الهدر المدرسي،من خلال مناضرات وطنية تدفع الى إيجاد حلول لمجموعات من الازمات الاجتماعية،من خلال التقارع لمواجهة مروجي الاخبار التي تضرب عمق الوطن وخاصة الأعداء منهم و الايادي الخفية ،اما عندما تنتهي الحروب فإن الشعوب تلجأ الى حساب الخسارئر في الارواح او الانتشاء بالنصر و ليس الركوب على الموجة بشكل سلبي لرفع شعارات تحاول ان يعتبرها الجميع عادة و تنخر المملكة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى