تحليل إخباري: تحالف الاحرار والاصالة والمعاصرة والاستقلال يتفكك في الجماعات الترابية

يبدو ان التحالف الذي سبق ان اتفقت عليه قيادات الأحزاب الثلاثة المشكلة للأغلبية الحكومية الحالية والمكونة من حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الاصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، بدأت ملامحها تنهار وخاصة في الجماعات الترابية.
تفكك التحالف الثلاثي بمجموعة من الجماعات الترابية والتي تبلغ أكثر من 50 جماعة ما بين حضرية وقروية لم تدم كثيرا وبدأ ملامح تفككها يلوح في الأفق وهي بوادر انتظار مرور ثلاث سنوات وفق مدونة الانتخابات لإعادة “طبخة” مكاتب الجماعات الترابية.
مدن كبرى لم تستطع عقد دوراتها العادية وذلك بسبب الصراع القائم بين الأغلبية المشكلة للتحالف الثلاثي وكما هو الشأن في العاصمة الرباط التي باتت تعيش على وقع “بلوكاج” حقيقي بسبب تعنت العمدة أغلالو وتجاوزها لصلاحية أخنوش الذي تنتمي الى حزبه مما عجل بها لتجد نفسها وحيدة بكراسي فارغة بعد ان غاب غالبية المستشارين الجماعيين مما سيعقد من مهام وزارة الداخلية لتمرير مشروع قانون المالية لعام 2024.
مجلس جماعة مكناس هو كذلك يعيش على وقع الصراع القائم منذ مدة بين الرئيس المنتمي الى حزب الاحرار وإخوانه في الحزب فضلا عن مكون الأغلبية مما أدخل دورات المجلس الى حلبة صراع لتبادل السب والشتم وغياب بين أعضاء المجلس وهو ما يهدد جماعة مكناس هي كذلك الدخول في النفق المسدود وهي صراعات عجز حزب الحمامة عن حلها.
مجلس جماعة فاس و الذي يقوده العمدة عبدالسلام البقالي المنتمي الى حزب التجمع الوطني للأحرار و منذ إعلان التحالف الرباعي بإضافة الاتحاد الاشتراكي وجد نفسه في زوبعة جارفة بسبب الملاحقات القضائية التي تواجه معظم أعضاء المجلس من عزل النائب الثالث البوصيري و متابعته في حالة اعتقال بسبب ملفات جنائية و كذلك شأنه شأن كاتب المجلس المنتمي الى حزب الاحرار و العمدة الذين دخلوا في دوامة جلسات المحاكم و بدأوا يبحثون عن مخرج لهم من المجلس الجماعي و من الحياة السياسية برمتها،و ينضاف إليهم النائب الأول للمجلس محسن منادي الادريسي الذي ينتظره العزل بسبب تجاوزات و خروقات في التدبير فضلا عن الصراع القائم داخل الأغلبية المتصدعة و انه اصبح مسألة وقت لحل المجلس و المقاطعات الستة.
مجالس أخرى بمختلف المدن كطنجة وتازة ووجدة وسيدي سليمان وجماعات ترابية قروية تعيش على وقع توقيع عقد نهاية التحالف الثلاثي الذي لم يستطع الصمود ولو سنتين وهو ما يكشف عن زيف الانسجام الذي حاولت قيادات الأحزاب الثلاثة فرضه بالقوة والتهديد والعزل على المنتخبين بمختلف الجماعات الترابية.