تحليل إخباري : البقالي عمدة فاس “يسرق أحذية المجاهدين” و يدرج أشغال تأهيل المدينة في دورة المجلس الجماعي

يبدو أن التجمعي عبدالسلام البقالي الذي حصل على منصب عمدة فاس في ليالي الخريف من عام 2021 بعد أن كان قرر مغادرة التقدم و الإشتراكية و التزلف لرشيد الفايق المنسق الإقليمي السابق لحزب الأحرار بفاس،كان نتاج الفراغ القائم في المشهد السياسي بالمدينة و كذلك ظهور كائنات إنتخابية جديدة حملتها رياح بما لا تشتهي سفن الأحزاب المنخورة و التي باتت تقدم بروفيلات غريبة و عجيبة للترشح و الحصول على المنصب داخل المجالس.
أخر إطلالة للمجلس الجماعي لفاس وهو يبرق جدول أعمال دورة فبراير من العام 2025 و المزمع إنعقادها يوم غد الأربعاء و به جدول أعمل كذلك غريب و عجيب و كأن ساكنة فاس تعيش في المريخ و ذلك بعد أن قرر البقالي إدراج مجموعة من الشوارع التي دخلت فيها أشغال التهيئة لآكثر من أربعة أشهر و ذلك من إنجاز و إشراف ولاية الجهة مع توكيل جميع الأشغال الى شركة فاس جهة للتهيئة و التي حرك مياهها الراكدة الوالي الجامعي.
و مع أن عمدة فاس التجمعي بات يتقن سرقة أحذية المجاهدين من رجالات الدولة الذين يشتغلون بتفان و نزاهة في خدمة الصالح العام،فإنه لم يستحي بعد مرور أكثر من أربعة شهور على إنطلاق أشغال توسعة أكثر من 20شارعا رئيسيا بفاس ممولا جزء منه من مجلس الجهة و الجزء الأكبر من وزارة الداخلية التي ضخت الملايير في حساب ولاية الجهة قصد النهوض بالمدينة و تأهيلها لتكون عند حدث تنظيم كأس إفريقيا نهاية عام 2025،و الإستعداد الجيد لكأس العالم عام 2030،و هي نفس الأشغال التي بدأت تظهر معالمها بمختلف الشوارع و ذلك تحت مواكبة ميدانية من الجامعي والي الجهة و لا دخل لها لا من قريب و بعيد للمجلس الجماعي،وهو ما يحتم على السلطات إبعاد المنتخبون و المجالس عن مشاريع المونديال حتى لا تستغلها في حملاتها الإنتخابية و التي بدأت ترتفع حرارتها مع إقتراب فصل الصيف.
و عن المشاريع المفتوحة بفاس و التي كانت تعيش على وقع التهميش الممنهج من طرف مختلف الجهات،و لكن بدأت مياهها الراكدة يحركها بقوة الجامعي والي الجهة و ذلك منذ قدومه الى فاس و في أقل من خمسة أشهر إستطاع أن يحول العاصمة العلمية الى مدينة الأوراش المفتوحة و التي لا محال لها سترجع فاس الى إشعاعها السابق و ستفتخر الساكنة بأن تقول أنها تسكن في فاس العاصمة الروحية للملكة.
أما عن الدورة الغريبة و العجيبة لمجلس جماعة فاس و التي يحاول العمدة المغلوب على أمره سرقة أحذية المجاهدين سوى دعوة الأعضاء للمصادقة و الذهاب الى حال سبيلهم بعد أن فقدوا الثقة و الشرعية في صرف ولو سنتيم واحد،وهو ما يؤكد إبعادهم عن المشاريع الكبرى و خلق شركة مستقلة و هي شركة فاس جهة للتهيئة،و كذلك أن الميزانية توجه مباشرة من وزارة الداخلية الى ولاية الجهة،وهي الوعود التي باتت تنزل على أرض الواقع حين وعد لفتيت وزير الداخلية بضخ حوالي 12 مليار لفاس خلال حفل تنصيب الوالي الجامعي.
جماعة فاس و عمدتها البقالي و الذي يشتغل بلغة الإقصاء قرر ان يعقد إتفاقية مع راديو و عمد الى إقصاء جميع المنابر الإعلامية و التي تتشغل بمهنية كبيرة،و إعتمد على زمن الراديو الذي يستمع اليه إلا قلة قليلة مع العلم أن زمن الراديو قد ولى و أننا نعيش عصر الذكاء الإصطناعي و العولمة و تبادل المعلومة على نطاق واسع ،غير أن المجلس و مجموعة من المؤسسات العمومية تربطها علاقة مع الراديو المعلوم دون معرفة الدوافع.
و يبدو أن الإتفاقيات التي سيصادق عليها مجلس جماعة فاس كلها مبنية على أسلوب الإقصاء فحتى في مجال الرياضي فقد تم الإقتصار على نادي المغرب الفاسي مع إقصاء كل النوادي و الفرق وخاصة الوداد الفاسي وفرق العصبة التي تعيش في وضع لا تحسد عليها.
و ستكون دورة يوم غد لفبراير 2025 كلها متعلقة بتفويت عدة قطاعات و مرافق حيوية الى شركات متعددة و ذلك بعد أن أبدى المجلس الجماعي لفاس و عمدتها البقالي الفشل الذريع في تدبير مختلف المرافق و خاصة مرفق النظافة و الذي رغم المصادقة على الميزانية فإن البقالي مازال يماطل الشركات،و مع أن وزارة الداخلية كذلك دخلت على خط فضائح النقل الحضري بالمغرب و خاصة بفاس فإن المجلس إستفاق مؤخرا و قرر إدراج نقطة دفتر تحملات شركة التدبير المفوض قصد مناقشته.
و من خلال جدول أعمال شهر فبراير لجماعة فاس،فإن الخلاصة الوحيدة التي يمكن إستنتاجها هو أنه لا يجب الإعتماد على المنتخبين و المجالس في تأهيل المدينة و أنه يجب إبعادهم بشكل نهائي مع وقف شطحات البقالي و انه لا يجب ان تفتح له الأبواب للركوب على مشاريع الدولة التي تنفذ تعليمات جلالة الملك لتأهيل المدن المحتضنة لكأس العالم،فالمجالس باتت خارج الحسابات لأنه معروف مسبقا لو أعطيت لهم الأضواء الخضراء فإن مختلف المشاريع ستتوقف في بدايتها و لن تكتمل بسبب الفساد المستشري في المنتخبين الذين لا يعرفون معنى الصالح العام و الخاصة و أنهم يتقنون الإشتغال بمنطق الحزبية و الموالاة و هي من بين اسباب تدهور مختلف المدن و التي برزت بها أحزمة الفقر و البؤس و جميع المشاكل الإجتماعية و التي يصعب القضاء عليها بسهولة.