تحليل إخباري: الأغلبية تلملم جراحها وإضرابات الأساتذة تخيم على اللقاء وصراع التنمية القروية تحت نار هادئة

بعد ان أحست الأغلبية الحكومية التي يقودها أخنوش عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ووهبي عن الاصالة والمعاصرة، ونزار عن الاستقلال، بأن جراحها لم تندمل و بدأت تأخذ منحى غير مستقر، قررت مساء أمس الاثنين(13 نونبر 2023) عقد اجتماع في محاولة لملمة شمل الاتلاف المشتت الذي يبدو ان لغة قذف الفشل في عدة قطاعات على المعارضة والمشوشين بدأت تلوح في الأفق.
اجتماع الأغلبية طغا على جل فقراته إضراب الأساتذة و محاولة الخروج من مأزق النظام الأساسي الذي أجج الأوضاع في قطاع التربية الوطنية، و هو الملف الحارق الذي دس بإتقان في حقيبة الوزير شكيب بنموسى المحسوب على حزب التجمع الوطني للأحرار و الذي كان من بين الشخصيات “التقنوقراط”، القادم من مهمة سفير بفرنسا و من رئيس النموذج التنموي الجديد، و عاش بين جدران وزارة الداخلية التي لم تشفع له خبرته ليجد نفسه وسط احتجاجات صاخبة للأستاذة لم يتمكن من توقيف نزيف المقاطعة و لا المسيرات و لا الإضرابات التي انطلقت مع بداية الموسم الدراسي الحالي و كأن واقع الحال يتحدث عن محاولة توريط بنموسى و إنهاء مساره السياسي.
ومع تدحرج شعلة النار الحارقة سارع رئيس الحكومة أخنوش أمس في اجتماع الأغلبية الى تشكيل لجنة وزارية لمعالجة إشكالية النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية للخروج من الورطة التي كان الجميع يعتبر ان خروج الأساتذة الى الشارع هي مسألة وقت لرجوعهم الى الأقسام مرغمين مدلولين غير ان واقع الحال الملف أخذ منحى تصاعدي وكان بمثابة درس عسير لحكومة أخنوش التي فلشت في تدبير قطاع التعليم والقطاعات الوزارية الأخرى التي تتحمل فيها الشخصيات الحزبية حقائب ثقيلة عليها.
زعيم حزب الاصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي والذي يشغل منصب وزير العدل هاجم الأساتذة في اجتماع الأغلبية وموجها لهم تهديدات بان لا أحد يمكن لي يد الدولة واضاف ان الحكومة تدعم ما يقوم به وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى وهو ما اعتبره متتبعون للشأن السياسي ان وهبي زاد في تأجيج الأوضاع من خلال خرجاته الغير المحسوبة مع العلم ان الوطن في هذه الظروف الاستثنائية يجب على الجميع تهدئة الأوضاع وفتح نقاش واسع وحوار جدي مع مطالب الأساتذة والدفع بالحكومة التفكير بالتاني وليس بتأجيج الأوضاع وإغراق الجميع.
اجتماع الأغلبية أمس ما خفي كان أعظم في فقراته رغم إظهار الجميع عن التلائم والتلاحم الحكومي والبرلمانيين الذين حضروا اللقاء والذين صفقوا كثيرا، غير ان واقع الحال فأخنوش يعيش صراعا مريرا مع مكونات الأغلبية وخاصة مع حزب الاستقلال حول الجدل القائم بأوراش صندوق التنمية القروية وطالب الاستقلاليون يتقدهم رئيس الفريق نورالدين مضيان احترام الاختصاصات وتخصيص ميزانية لوزارة التجهيز التي يجب ان لا تترامى أو تستحوذ عليها وزارة الفلاحة فيما يخص البنيات التحتية للطرق بالعالم القروي.
والاستقلال لم ينسى تهميش أمينه العام ووزير التجهيز نزار بركة من طرف رئيس الحكومة شخصيا عندما أقصاه من عملية الوقوف على تدفق مياه الطريق السيار المائي الذي يستجمع نهر سبو بأبي رقراق وهي الحادثة التي مازالت تخيم على الاستقلاليين رغم محاولة رأب الصدع لتنضاف اليها معركة صندوق التنمية القروية.