تحليل إخباري: أزمة الكركرات و علاقتها بفشل الجزائر في وقف زحف المغرب الجيو الاستراتجي

بعد خطاب المسيرة الخضراء الذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى الحزم لإنهاء الفوضى التي باتت تنفذها مليشيات مرتزقة البولساريو لقطع الطريق بمعبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا ،و منع تدفق حركية العبور للمئات من الشاحنات التي تنشط في مجال التبادل الاقتصادي وخاصة التصدير المغربي للمواد الاستهلاكية إلى دول جنوب الصحراء.
أحداث سياسية عرفتها المنطقة الإقليمية و القارية في السنوات الأخيرة،كانت كافية لكي تحاول الجزائر مرة أخرى لخلق قلاقل ميدانيا بعد أن فشلت استراتجيا في مواجهة تقدم المغرب عليها سياسيا و اقتصاديا.
و مع أن المغرب عاد بقوة إلى المنتظم الإفريقي و بات يبسط نفوذه على مختلف القرارات التي تصدر في مختلف المحطات القارية،و كذلك عودة الاقتصاد المغربي للاستثمار بالقارة الإفريقية و أن أكثر من 45 دولة باتت لها علاقات ثنائية مع المغرب ،كان كافيا لعزل الجزائر قاريا و عربيا.
غير أن السعار الذي ضرب الجزائر و قلاقل المرتزقة،هو مع بداية فتح قنصليات لدول إفريقية بقلب الصحراء و بالعاصمة الجهوية العيون،فيما كانت نقطة هزيمة الجزائر سياسيا هو فتح قنصلية عربية لأول مرة في تاريخ المغرب و يتعلق بقنصلية الإمارات العربية المتحدة و التي كان ذاك اليوم مشؤوما على الجزائر وهو نفس اليوم الذي نقل فيه الرئيس الجزائري عبدالمجيد توبن إلى ألمانيا بعد أن أصيب بجلطة دماغية و انه لم يستحمل انتصارات المغرب الجيو الاستراتجية .
و مع مرض الرئيس الجزائري و الذي يعيش بين الحياة و الموت بالمستشفى العسكري الألماني،كان قد قرر بخلق قلاقل من المرتزقة بمعبر الكركرات ،و ذلك في محاولة خنق الاقتصاد المغربي إلى دول جنوب الصحراء و العمل على الدفع بإنهاء عملية وقف الحرب لحوالي 30 سنة،و ذلك مستحضرا في مخيلته أن المرتزقة قادرة على تركيع المغرب.
ظلت الميلشيات منذ 21 أكتوبر و هي تدفع بالمرتزقة لقطع الطريق و بناء المخيمات بمعبر الكركرات الحدودي،فيما كانت موريتانيا تقف متفرجة رغم أن شعبها يستفيد من موارد المغرب و إلا أن الجوع بدأ يدخل إلى منازلهم بعد نفاذ مواد التموين و مواد الفلاحة المغربية على الأسواق الموريتانية ،بعد أن تبين أن قادة موريتانيا لا يمكن لهم أن يحركوا ساكنا أو يدخلون في موجهات مع مليشيات الجزائر.
و مع نفاذ صبر المغرب،قرر القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية الملك محمد السادس،بإجراء عملية عسكرية نوعية و ذلك من أجل طرد ميلشيات الجزائر و فتح المجال لحركية العبور و إعادة الحالة إلى ما كنت عليها سابقا و ذلك دون اللجوء إلى الحرب و لكن الخيار العسكري كان مهيئا و مدروسا للرد على أي خيار من الطرف الأخر و الذي تمثله الجزائر مسخرة الميلشيات بعد أن دعمتها بالسلاح و العتاد،مقابل تفقير الشعب الجزائري على حساب معاداتها للمغرب.
و بعد العملية النوعية التي قادتها فرق القوات المسلحة الملكية،و عملت على تحرير المعبر في اقل من ساعة،فيما ميلشيات الجزائر فرت بجلدها بعد أن حرقت خيامها و أمتعتها،بالمقابل تحركت الفرق العسكرية المغربية لتمشيط المنطقة و المعبر ميدانيا .
و مع نجاح المغرب في عملية تحرير معبر الكركرات من ميلشيات الجزائر،توال الدعم العربي و الإفريقي و الدولي و المنتظم الاممي،و ذلك بالترحيب بعملية تحرير حركية المرور و طرد الميلشيات الجزائرية و التي أصبحت معزولة و منبوذة عالميا.
المغرب لا يسعى إلى الحروب و لا يسعى الدخول في اقتتال مع المغرر بهم،و هو يشتغل استراتجيا من خلال عزل الجزائر و الميلشيات،و كذلك من خلال التوغل داخل إفريقيا و كذلك التحرك عربيا و إسلاميا و دوليا من اجل الدفع بعلاقات قوية و متينة على حساب “رابح رابح”،لان المغرب اليوم أصبح دولة قوية في محاربة الإرهاب عبر العالم ،بالمقابل نجد الجزائر تدعم الحركات الإرهابية الجديدة من خلال ميلشيات المرتزقة و تسعى إلى خلق نعرات جديدة بالمنطقة و الدفع بالأبرياء إلى الاقتتال من اجل مصالحها المفقودة،و كذلك من اجل التغطية على الفشل الداخلي و الذي أصبح يواجهه القادة العسكريون الذين باتوا يواجهون ثورة شعبية و التي تجلت في الحراك الجزائري المبارك و الذي تمكن من إسقاط بوتفليقة و كذلك رفض دستور الرئيس تبون،مع العلم أن الرئيس لن يعود إلى الحياة السياسية إن كتبت له الحياة مرة أخرى.
القوة العسكرية للمغرب قادرة على سحق الميلشيات و دكها في اقل من ساعة ،و ذلك من خلال العتاد الحربي الذي يتوفر عليه المغرب سواء جوا او بحرا أو برا،فالميلشيات يجب ان تعرف ان الجزائر ستتخلى عنه في نصف الطريق،غير ان المغرب لا يسعى الى الخيار العسكري بقدر ما يدفع دائما الى الحل السلمي و الانصياع الى قرارات الامم المتحدة،و العازم على الدفاع على نفسه في اول محاولة فاشلة من طرف الميلشيات المسخرة من طرف عسكر الجزائر،و الذي التاريخ يشهد على حرب الرمال و بكاء انذك الرئيس الهواري بومدين،و اليوم بسبب نجاح و كسب المغرب لقرارات جيواستراتجية ادخلت الرئيس تبون في جلطة دماغية طويلة الامد.