مجتمع

برامج “الفدية “تهدد النظام المعلوماتي الشخصي و تحذيرات من السقوط في فخ الابتزاز و القراصنة

تخيل أن بياناتك الشخصية والحساسة أصبحت فجأة رهينة لدى اشخاص ذوو نيات سيئة!!!. تخيل الشعور باليأس والعجز وعدم القدرة عن القيام بأي شيء !!

تم تسليط الضوء على هذا الواقع المر من خلال تحليل دقيق من طرف، فيليب برات، خبير الابتكار في Geonode، الذي أعطى صورة عن الحقيقة المحزنة المحيطة بالاستسلام لهجمات برامج الفدية.

فهم برامج الفدية – التهديد الصامت

هو شكل من أشكال التهديد من البرامج الضارة، حيث تتسلل برامج الفدية إلى الأنظمة، وتقوم بتشفير البيانات وتطلب الدفع، عادةً بالعملة المشفرة، مقابل إطلاقها. إن عملية أخذ الرهائن الرقمية هذه تترك الأفراد والمؤسسات عاجزين، وتترك حياتهم الشخصية أو المهنية على المحك، ولكشف هذا النوع من الجرائم الرقمية، يوضح فيليب برات، ان » مرتكب الجريمة يستخدم خوارزميات التشفير التي لا يمكن فك شفرتها بدون مفتاح، والتي يتحكم فيها لوحده…في الخلاصة، فإن القراصنة يجعلون بياناتك غير متاحة و يمنعونك من الوصول اليها ثم يطلبون فدية مقابل المفتاح و بدون هذا المفتاح، يرى المستخدمون أن حياتهم الرقمية تتحول إلى جحيم فهم أمام خيارين إما دفع فدية باهظة أوالخسارة الدائمة « لبياناتهم الأساسية.

التأثير المدمر لبرامج الفدية:

اولها الخسائر المالية لعدة اسباب منها :

1_الاضطرابات في العمليات التجارية

2_تكلفة استعادة الأنظمة والملفات

3_الرسوم القانونية المحتملة المتعلقة بالفشل في تقديم الخدمات أو حماية بيانات العملاء

4_الإضرار بسمعة المؤسسة أن كانت تجارية و فقدان ثقة العملاء

المعضلة المفجعة – الدفع أو عدم الدفع

قد يبدو دفع الفدية هو الحل الأسرع لاستعادة بياناتك، ولكنه سيف ذو حدين. هذا ما يحذر منه فيليب برات: « إن الدفع للقراصنة الرقميين لا يضمن استعادة بياناتك. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه يمول أنشطتهم الإجرامية، مما قد يحرض على المزيد من الهجمات »

« …الهجمات المتكررة شائعة أيضًا بين الضحايا الذين دفعوا الفدية بالفعل. حيث تعاني بعض الشركات التي تعرضت لبرامج الفدية من هجمات متكررة ، فالأمر يصبح كما لو انك أصبحت رهينة بيد القرصان الرقمي يتلاعب بك كيف يشاء و لا يمكنك المضي قدمًا حتى تتحرر من قبضة المهاجم »

العواقب المالية: المبالغ الضخمة المفقودة في الرد على الهجوم، واحتمال دفع فدية، وخسارة الإيرادات بسبب تعطل العمليات التجارية. عن كل هذا يتحدث عنه فيليب برات حيث يلقي الضوء على الوضع غير المستقر الذي يجد الضحايا أنفسهم فيه. قائلا: « إن برامج الفدية هي وحش إلكتروني يتغذى على الخوف واليأس، ويستدرج الضحايا إلى فخ يبدو أن الاستسلام فيه هو السبيل الوحيد للخروج. »

الفخ الخطير: دفع الفدية

قد يكون رد الفعل الفوري على هجوم برامج الفدية هو دفع الفدية ببساطة. و هذا أمر غير مرغوب فقد شدد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على ان الاستسلام لمطالب الخصوم يأتي معه نصيبه من الحقائق المرة:

لا ضمانات بعد الدفع

لا يقدم المتسللون أي ضمان بأنك ستستعيد الوصول إلى ملفاتك بمجرد دفع الفدية فمن الشائع أن يدفع الضحايا ويظلون محرومين من بياناتهم الخاصة

و في حالة إعادة البيانات فإنه يتم تصنيفك ك « هدف سهل »: إن الدفع مرة واحدة يجعلك « هدفًا متكررًا » جذابًا. حيث يعلم المتسللون أنك قادر ومستعد للدفع، مما يجعلك هدفًا مغريًا للهجمات المستقبلية.

تمويل الجرائم الإلكترونية: كل دفعة يتم دفعها لهؤلاء المجرمين الإلكترونيين تغذي عملياتهم، مما يخلق حلقة مفرغة من الجرائم الإلكترونية يصعب كسرها.

وبالإشارة إلى نصيحة فيليب برات ، فإن « الاستسلام لمطالب برامج الفدية هو لعبة شديدة الخطورة، ومن المحتمل أن يخسرها الكثيرون. ففي اللحظة التي نستسلم فيها، نقوم بالمساهمة في خلق نظام بيئي غير صحي ومزدهر للجرائم الإلكترونية »

الوقاية أفضل دفاع لديك

إن اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة يمكن أن يمنعك من الوقوع ضحية لبرامج الفدية. و تتضمن نصيحة فيليب برات بشأن التدابير الوقائية ما يلي:

النسخ الاحتياطي بانتظام: تأكد من عمل نسخة احتياطية لجميع بياناتك المهمة في موقع آمن غير متصل مباشرة بشبكتك الرئيسية.

ابق على اطلاع: قم بتحديث نظام التشغيل والبرامج والتطبيقات بانتظام لمنع المهاجمين من استغلال نقاط الضعف.

تنفيذ أمان متعدد الطبقات: استخدم أدوات الأمن السيبراني القوية التي توفر دفاعًا شاملاً ضد أنواع مختلفة من البرامج الضارة، بما في ذلك برامج الفدية.

تعليم وتدريب الموظفين: في المؤسسة، الموظفون هم خط الدفاع الأول. يمكن أن يساعدهم التدريب المنتظم على اكتشاف محاولات الاحتيال قبل أن تتسبب في إحداث الفوضى.

نشر تجزئة الشبكة: من خلال تقسيم الشبكات، يمكنك احتواء الهجوم ومنعه من الانتشار عبر الشبكة بشكل كلي.

كن حذرًا مع رسائل البريد الإلكتروني :تعد رسائل البريد الإلكتروني التصيدية طريقة شائعة لانتشار برامج الفدية. كن حذرًا مع جميع رسائل البريد الإلكتروني، خاصة تلك التي تحتوي على مرفقات .

تولي مسؤولية مصيرك الرقمي: « لا ينبغي أن يكون الهدف البقاء على قيد الحياة في العصر الرقمي فحسب، بل الازدهار فيه » يصر برات. « ومع تقدمنا ​​في عصر تهيمن عليه التكنولوجيا، يجب علينا أن نصبح حماة استباقيين لسيادتنا الرقمية. إن اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية ومكان تخزين بياناتنا، والبقاء يقظين ضد التهديدات المحتملة، والحفاظ على خطوط دفاع قوية – هذه هي مبادئنا التوجيهية في هذا المشهد الرقمي المتغير باستمرار »

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى