برادة يطيح بكاتبه العام: حرب النقابات والاحتقان داخل وزارة التربية الوطنية

كشف مصدر نقابي أن وزير التربية الوطنية، محمد سعد برادة، قد قرر إعفاء الكاتب العام للوزارة، يونس السحيمي، في خطوة فاجأت الأوساط التربوية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذا القرار المرتبط بالاحتقان الذي يشهده قطاع التعليم هو نتيجة لتوترات متصاعدة وتعثر الحوار حول قضايا مطلبية حيوية.
وتكشف الأجواء الحالية داخل الوزارة عن صراع نقابي طاحن، حيث تسعى العديد من النقابات التعليمية إلى التقرب من الوزير برادة لتحقيق مكاسب تخص مصالحها. في هذا السياق، كانت الجامعة الوطنية للتعليم، التابعة للإتحاد المغربي للشغل، قد شنت هجومًا حادًا على السحيمي في وقت سابق، معتبرة أنه كان عائقًا أمام تقدم الحوار مع الوزارة. في الجهة الأخرى، نجد نقابة الجامعة الحرة للتعليم التابعة لحزب الاستقلال، الذي ينتمي إليه السحيمي، التي دخلت بدورها في مواجهة مع النقابات الأخرى حول مواقفها من إدارة الوزارة.
القرار الصادر عن الوزير برادة، وفقًا للمصادر نفسها، يعكس رغبة الأخير في تحريك المياه الراكدة داخل الوزارة وكسب ود النقابات التعليمية التي هددت بالانسحاب من الحوار بسبب الجمود في الملفات المطلبية. يبدو أن الوزير برادة اختار التضحية بكاتبه العام، السحيمي، كإجراء تكتيكي لتصفية الأجواء وتحقيق استقرار نسبي في علاقاته مع مختلف الفاعلين النقابيين.
ويجدر بالذكر أن السحيمي قد تم تعيينه في منصب الكاتب العام في أبريل 2023 خلال ولاية الوزير السابق شكيب بنموسى، ما يعني أن إقالته تندرج ضمن سلسلة من التغييرات التي يقودها الوزير برادة لإعادة هيكلة الوزارة وتقوية نفوذه السياسي داخل قطاع حساس.
في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل حول مصير الحوار الاجتماعي في القطاع، وما إذا كانت هذه الخطوة ستساهم في تهدئة الوضع أم ستزيد من تعقيد الأمور بين النقابات ووزارة التربية الوطنية.