باريس تُعلنها مدوية من قلب الصحراء: خطوة تاريخية لفتح خدمات قنصيلة لترسّخ مغربية الأقاليم الجنوبية!

في خطوة ذات دلالات عميقة وتوقيت بالغ الأهمية بعد أسابيع قليلة من الزيارة الرئاسية الفرنسية للمغرب ولقاء القمة مع جلالة الملك محمد السادس، أعلنت فرنسا عن قرار تاريخي يتردد صداه في الأوساط الدبلوماسية: توسيع أنشطتها القنصلية ليشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، في اعتراف فعلي وراسخ بسيادة المغرب على صحرائه.
وقد أكد الجانب الفرنسي، على هامش تلك الزيارة الهامة، أن مركز الاتصال TLS Contact، المنوط به مهمة معالجة طلبات الحصول على التأشيرة الفرنسية، سيفتح أبوابه رسمياً في مدينة العيون خلال شهر ماي القادم. هذه الخطوة العملية والجريئة تحمل في طياتها تبسيطاً حقيقياً للإجراءات القنصلية، وتقريب الخدمات الحيوية من آلاف المواطنين القاطنين في الجهات الجنوبية، وعلى رأسها مدن العيون والداخلة والسمارة.
لا شك أن هذا الإجراء يمثل تطوراً نوعياً واستثنائياً في مسار العلاقات الفرنسية المغربية المتينة، حيث سيمكن الآلاف من سكان الأقاليم الجنوبية من الاستفادة من خدمات التأشيرة بشكل مباشر ومحلي، دون تكبد عناء ومشقة السفر إلى مدينة أكادير البعيدة، التي تفصلها عن العيون مسافة تقدر بـ 632 كيلومتراً.
ويكتسي هذا القرار الفرنسي الجديد بعداً دبلوماسياً غير مسبوق في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية، فهو يجسد بوضوح إرادة باريس القوية في تعميق أواصر التعاون الثنائي مع المملكة المغربية، وتكريس رؤية واقعية وعقلانية لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل الذي طال أمده. إنها خطوة تاريخية تضع فرنسا في صدارة الدول الداعمة للوحدة الترابية للمغرب، وتعكس إدراكاً متزايداً لأهمية الاستقرار والازدهار في هذه المنطقة الاستراتيجية.