الفساد يهدد صحة المغاربة.. هيئة النزاهة تدق ناقوس الخطر

في تحذير صريح، نبه محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة اليوم الثلاثاء 17 يونيو الجاري ، إلى أن الفساد بات يشكل خطراً مباشراً على الأمن الصحي في المغرب، مؤكداً أن مكافحته لم تعد خياراً بل ضرورة لحماية حق المواطنين في العلاج الكريم.
خلال ورشة عمل بالرباط حول “مخاطر الفساد في قطاع الصحة”، شدد بنعليلو على أن الهيئة لا تكتفي برصد مكامن الخلل، بل تسعى لوضع خريطة طريق عملية ومتكاملة، تُعزز الشفافية وتُحصن القطاع الصحي من التلاعبات، خصوصاً في مجالي الأدوية والقطاع الطبي الخاص.
وأضاف أن هذا المسعى يشكل خطوة أساسية نحو بناء “مناعة مؤسساتية” ضد الفساد، تماماً كما يحتاج الجسم البشري إلى مناعة بيولوجية ضد الفيروسات. واعتبر الورشة التكوينية منصة لإطلاق وعي جماعي يُحمل الجميع مسؤولية جماعية: الدولة، المجتمع، المهنيين، والباحثين.
الهيئة، بالتعاون مع شركاء وطنيين ودوليين، حددت بوضوح بعض أبرز بؤر الفساد في القطاع، من بينها التلاعب بالأدوية، الفوترة الوهمية، وضعف آليات الرقابة في القطاع الخاص، ما يؤدي إلى تراجع ثقة المواطنين في المنظومة الصحية.
وأكد بنعليلو أن الصحة لم تعد مجرد مطلب اجتماعي، بل قضية أمن وطني، مذكراً بأن منظمة الشفافية الدولية تقدر خسائر الفساد في الصحة عالمياً بـ7% من الإنفاق، فيما تعتبره منظمة الصحة العالمية عائقاً أمام تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
كما أظهرت دراسة وطنية حديثة أن واحداً من كل خمسة مغاربة يعتبر الصحة أولوية، لكن الكثير منهم يواجهون عقبات مثل الرشوة وسوء المعاملة والتمييز في الولوج إلى العلاج.
وفي ختام كلمته، دعا بنعليلو إلى تحويل الوقاية من الفساد إلى “معيار يومي لنجاعة السياسات”، قائلاً إن “الصحة يجب أن تكون حقاً مكفولاً للجميع، لا امتيازاً مشروطاً”، مشدداً على أن التغيير ممكن فقط عبر التزام سياسي وأخلاقي جماعي.