سياسة

العدالة والتنمية يُحمّل الحكومة مسؤولية “الإنفاق العشوائي” ويحذّر من فشل برنامج دعم القطيع

في موقف تصعيدي جديد، دق حزب العدالة والتنمية ناقوس الخطر إزاء ما وصفه بـ”الانزلاق المالي المقلق” الذي تعرفه البلاد، متّهماً حكومة عزيز أخنوش باللجوء المفرط وغير المسبوق إلى الاستدانة، في ظل وفرة مداخيل ضريبية واستثنائية وصفها بـ”الضخمة”.

وأوضحت الأمانة العامة للحزب، في بلاغ رسمي، أن الحكومة تواصل الاعتماد على سياسة إنفاق “غير محسوبة” تهدد التوازنات المالية، وتُهدر الموارد الاستثنائية المتأتية من بيع الأصول والعقارات العمومية، دون أن يُترجَم ذلك إلى تحسن في مؤشرات العجز والمديونية.

وأكد الحزب أن هذا النهج المالي “المتراخي” ستكون له آثار وخيمة ليس فقط على الاقتصاد الوطني، بل أيضاً على الوضعين الاجتماعي والسياسي، مشيراً إلى غياب أي رؤية حكيمة لتدبير الموارد وتحصين المالية العمومية ضد الأزمات المستقبلية.

وفي ملف الفلاحة، وجه “البيجيدي” انتقادات حادة إلى برنامج الحكومة لإعادة تكوين القطيع الوطني للماشية، والذي خصصت له ميزانية بقيمة 6.2 مليار درهم موزعة على موسمين. واعتبر أن هذا البرنامج “دون المستوى المطلوب”، لأنه يمزج بين دعم مباشر وإعفاء من ديون، دون آليات ناجعة لضمان بلوغه للفئات المستهدفة فعلاً من المربين الصغار والمتوسطين.

وأشار البلاغ إلى وجود شبهات حول شفافية هذا البرنامج، لافتاً إلى تكرار نفس الأخطاء التي طبعت عملية استيراد الأغنام، حيث استفادت منه “شركات انتهازية” تم إنشاؤها خصيصاً للاستفادة من الإعفاءات والدعم، في حين حُرم المربون الحقيقيون من حقهم في الدعم، مما زاد من تأزيم الأمن الغذائي الوطني.

كما عبّر الحزب عن استهجانه لما أسماه “غياب الحكومة عن الأسواق”، في ظل تفشي الغش والاحتكار، وندّد بمحاولات تحميل المواطن مسؤولية فشل الحكومة، خصوصاً في أجواء عيد الأضحى، مستنكراً صدور تصريحات “مستفزة ومأجورة” في حق المواطنين، بدل مساءلة السياسات الفاشلة التي أدت إلى امتناع عدد كبير من الأسر عن نحر الأضحية.

في المقابل، أشاد الحزب بالتجاوب الشعبي مع الدعوة الملكية لعدم ذبح الأضاحي هذا العام، معتبراً أن هذا السلوك التضامني النبيل جاء في ظرفية صعبة بسبب النقص الكبير في القطيع وارتفاع أسعار الأضاحي، وفشل الدعم الحكومي في تأمين التوازن بين العرض والطلب.

أما على الصعيد الدولي، فقد حيّى “العدالة والتنمية” الحراك المتصاعد ضد العدوان الصهيوني على غزة، مشيداً بسفينة “مادلين” التي اخترقت الحصار، وبمسيرة الصمود التي عرفت مشاركة واسعة من ممثلي أكثر من 80 دولة، بما في ذلك دول من المغرب العربي.

واختتم الحزب دعوته بالمشاركة المكثفة في المسيرة الشعبية المزمع تنظيمها يوم الأحد 22 يونيو الجاري بالرباط، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان والاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى