مجتمع

السلطات تشن حربا ضروس وتهدم 600 “براكة “مصنفة ضمن أحزمة الفقر والبؤس المحيطة بالمدينة

شنت سلطات عمالة المحمدية حربا ضروسا على كل المظاهر التي باتت تخدش وجه المدينة لسنوات وقادت مجهودات كبيرة وبدعم من مختلف القوات العمومية على هدم أكثر من 600 “براكة” مصنفة ضمن احزمة البؤس المحيطة بالمدينة وخاصة بدواوير الزناتة و الشحواطة و الركراكة و غير ذلك.
وبعد توجيه الإنذارات الى السكان الذين كانوا يقيمون في”البراريك” و الاكواخ الغير الصالحة للسكن بعدة أحزمة محيطة بالمدينة ومطالبتهم بالإفراغ بشكل سلمي وهو ما تجاوب معه مجموعة من المواطنين فيما أخرون حاولوا استغلال الوضع القائم للتوسع والبقاء غير ان عزم السلطات والقرار المتخذ هو هدم جميع “البراريك” بمختلف النقط السوداء.
قرار السلطات لم يكن سهلا بحيث عمد أحد الغاضبين الى إرسال عون سلطة الى قسم المستعجلات بعد أن وجه له ضربات مما عززت السلطات التدخلات باستقدام المزيد من القوات العمومية معززة بعناصر الدرك الملكي ببعض الدواوير المحيطة بالمدينة خارج المدار الحضري.
ويأتي قرار السلطات بعد اجتماعات مطولة مع مختلف المصالح من شركة العمران ومسؤولي وزارة الإسكان والتعمير وبحضور السلطات الأمنية والدرك الملكي وذلك في افق القضاء على ما يخدش صورة المدينة والتي تصنف كواجهة أساسية للعاصمة الاقتصادية وممر رئيسي لكل الزوار الى محاور مختلفة.
قرار السلطات مع المصالح الخارجية لوزارة الإسكان وشركة العمران والذي أفضى الى توفير بقع أرضية مجهزة بكل المرافق الضرورية صالحة للبناء للعائلات التي سيشملها قرار الهدم والترحيل والتي سيتم التعامل مع كافة المستفيدين بسواسية دون أي ميز و ان المستفيدين من المستحقين سيشملهم الإحصاء الذي تسهر عليه مختلف المصالح الإدارية،وهو ما تم التجاوب معه من طرف الساكنة والتي عملت على نقل امتعهتا و هي واثقة في وعود السلطات.
ويأتي تحرك سلطات عمالة المحمدية للقضاء على الدور الصفيح في إطار الاستراتيجية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس للقضاء على السكن الغير اللائق وكذلك من خلال توجيهاته السامية الى الحكومة قصد توفير السكن اللائق للطبقات التي تعاني الهشاشة وهي السياسة التي باتت الحكومة تشتغل على تنزيلها في إطار دعم المواطنين بمبلغ يراوح 10 مليون سنتيم لشراء السكن.
وينتظر سلطات عمالة المحمدية مواصلة الاشتغال على مسح أربعة دواوير مازالت المفاوضات جارية مع الساكنة قصد الاستجابة للإفراغ والترحيل من خلال نقلها الى المناطق المهيكلة والتي تسهر عليها شركة العمران وبتنسيق وثيق مع وزارة الإسكان وإعداد التراب والتعمير بإشراف وزارة الداخلية.
حملة القضاء على السكن الغير اللائق و تطهير محيط المحمدية من أحزمة الفقر و البؤس أملته عدة اعتبارات “جيو استراتيجية” من بينها الاستجابة السريعة للتوجيهات الملكية لتوفير السكن اللائق للطبقات التي تعيش الهشاشة و كذلك دخول المملكة في مرحلة جديدة مرتبطة بتأهيل البنيات التحتية و تشييد مرافق جديدة استعدادا لاحتضان المغرب لكأس العالم عام 2030 و هو ما يرفع درجة التأهب القصوى في جميع الجهات لبذل قصارى جهدها للعمل الدؤوب و الدفع بتنزيل “الجدية” من أجل تحقيق نتائج واقعية بعيدة عن الشعارات الفارغة أو التملص من المسؤولية الذي كان سائدا لسنوات مضت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى