الحكومة تخاطب الكراسي و تعجز في التواصل و الصحافة المارقة تفقد بكارتها!!

يبدو أن الصورة التي تظهر مصطفى بايتاس وزير العلاقة مع البرلمان و الناطق الرسمي للحكومة و الأهم من ذلك الذراع الأيمن لاخنوش ،و التي نشرتها وكالة المغرب العربي و سارعت إلى ازالتها بصفحاتها الإجتماعية،غير انها انتشرت كالنار فالهشيم بمختلف المنصات و المواقع الإخبارية الإلكترونية.
الصورة التي تتحدث عن نفسها ترجع إلى الندوة الصحفية لامس الخميس و التي جاءت بعد اجتماع المجلس الحكومي،و الذي كان بيتاس يقدم مستجدات صياغة مدونة الأسرة و قرارات الحكومة و غير ذلك من النقط التي كانت مدرجة في الاجتماع الأسبوعي لحكومة اخنوش.
و يبدو أن بايتاس لم يستطع تجاوز عقدة التواصل الحكومي وهو ما جعل مجموعة من المنابر الإعلامية تهجر جلساته الأسبوعية،ما عادا تلك التي تستفيد من الاشهار الخاص بهولدينغ اخنوش و كذلك بعض القطاعات الوزارية و الأبناك التي تدفع للصحفيين و خاصة القرض الفلاحي الذي يغدق على مؤسسات إعلامية دون أخرى.
إسكات الإعلام بالاشهارات لن يدوم كثيرا، لان ذلك الإعلام فقد بكارته الشرعية و بات لا يقرأه الجميع و يقاطعه الشعب لانه ينشر التفاهة و الميوعة و يدعم ثقافة “التطبال “.
و الصحافة النزيهة و الحرة لا تبيع صوتها مقابل الغدق بالاشهار،و بات غالبية الإعلاميين يفظلون التزلف عوض المهنية،لأن التزلف يخدم فئة معينة و يطبل من أجلها و يبيع ضميره المرتبط بمن سيعطي اكثر،أما الإعلام المهني الحر فإنه يخدم الوطن و المواطن و يدافع على المرتكزات و مع ذلك يدفع ثمن الإقصاء و الدفع بمحاربته من طرف الأشخاص بذاتهم.
و بات على بايتاس أن يتفاعل مع الصورة التي تسيء إلى العمل الحكومي لضعفه في التواصل مع المغاربة، و هو نفس المعطى الذي سبق و أن قاله مجموعة من الوزراء أن حكومة اخنوش تعيش تخبطا و تأخرا في التواصل و اخبار المواطنين بما يقع و ان اخنوش ووزراءه سعداء بتطبيق مقولة “كم حاجة قضيناها بتركها” و لكن إلى متى ستبقى هذه المقولة ذات تأثير على مجتمع يعيش ويلات غلاء المعيشة و تدهور القدرة الشرائية،حتى أصبح الجميع يعيش في إلهاء يومي حول ثمن الدجاج و اللحم الأحمر و الحوت و الخضر ،اما الفواكه من استطاع إليها سبيلا.
على الحكومة و بعض المؤسسات العمومية المنغلقة على نفسها أن تغير طريقتها في التواصل المنقطع و المنعدم،و على الوزراء و المسؤولين أن يقطعوا مع صحافة التزلف و التملق لأنها اولا تسيء إليهم و تسيء إلى المهنة،فالمغاربة يعرفون ما يروج و يدور في فلك اي مسؤول.
و على بعض المصالح أن لا تتعامل مع الصحافيين بمنطق التمييز و المحاباة و تسرب لهم بعض الأخبار كأشخاص لان هذه الأفعال الغير الأخلاقية تخلف الاحتقان ،و لكن بقدر ما ندعوا الجميع الاستفادة من السياسة التواصلية للمديرية العامة للأمن الوطني و التي تبرق العشرات من القصاصات الإخبارية إلى جميع وسائل الإعلام المهنية ،و هو ما يجب فعل ذلك و تنزيل مفهوم الدستور الذي يقر الحصول على المعلومة أو أن الجميع سيطاله ما طال بايتاس في اجتماع أمس.