سياسة

الجيش المغربي و الدور المحوري لمكافحة جائحة فيروس كورونا

تعتبر خبرة الجيوش في مجال تدبير المخاطر والتهديدات والأزمات، لاسيما الصحية منها، شكل دعامة قوية للدول في مواجهة الحالة الاستثنائية التي فرضها كوفيد-19.
فالجيوش المزودة بالكفاءات والقدرات ووسائل العمل اللازمة للتدخل السريع والناجع في حالات المخاطر والتهديدات، استفادت من هذه المزايا المتعددة لدعم قطاع الصحة العمومية،مع العلم ان تكوين وحدات الجيش يتم بطريقة صارمة و كفائة عالية.
و الجيش المغربي عصري ،ومزود بمصلحة صحية قادرة على نشر “سلسلة صحة” متكاملة ومتناسقة، ومستقلة وتفاعلية من شأنها ضمان الثقة للجرحى والمرضى للاستفادة من حظوظ التعافي كاملة مع أقل نسبة من التداعيات الممكنة، و أن الفضل يرجع لهذه المزايا في تمكن أفراد الجيش اليوم من التعبئة في هذه “الحرب” ضد فيروس كورونا المستجد، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
و منذ 22 مارس الماضي، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تعليماته السامية لتعبئة وسائل الطب العسكري لتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لتدبير هذا الوباء و العمل على مشاركة الطب العمومي في جميع المصالح التي تستقبل المصابين بكوفيد-19.
و عبأت مصلحة الصحة بالقوات المسلحة الملكية، عددا من البنيات متعددة المهام و مستشفيات ميدانية مكونة من أفراد الطاقم الطبي وشبه الطبي والاجتماعي، وبالإضافة إلى المساعدة الطبية، فإن وحدة تصنيع الأقنعة الواقية التابعة للدرك الملكي قدمت دعما لوجيستيكيا تجاوز 13 مليون من قناع تم تصنيعه بوحداته.
ومنذ اندلاع هذه الجائحة فإن وحدات الجيش تعمل بأقصى طاقتها. وبالإضافة إلى المساعدة الطبية واللوجيستيكية المقدمة إلى نظام الصحة العمومية من طرف الجيوش،وعكفت بمختلف المدن تقديم يد العون لقوات حفظ الأمن من أجل إنفاذ تدابير الحجر الصحي وحث المواطنين على التزام بيوتهم.
حيث منذ 16 مارس الماضي تحمل أفراد الجيش المؤمنين لعملية مرونة حماية المواقع الحساسة للبلاد، فضلا عن مهام المراقبة والحضور الميداني لدعم قوات الأمن الداخلي في دوريات مشتركة.
كما عمدت مجموعة من الوحدات إلى ال تعبئة في دعم أعضاء قطاع الصحة العمومية في مهامهم التي تقضي باحترام تدابير الحجر الصحي، و ذلك بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، الذي أشار إلى أنه بالموازاة مع المساعدة الطبية واللوجيستيكية، ودعم قوات حفظ النظام، تمت تعبئة الجيوش في مهمة إضافية تهم البحث الطبي.
و أصبح من الضروري في المستقبل، وبمجرد التحكم في الجائحة والخروج من الأزمة واستخلاص الدروس، سيكون من الواجب الانكباب على موضوع دور الجيوش في كبح هذا النوع من الأزمات بعالم يتسم أكثر فأكثر بتهديدات “الحرب البيولوجية” البعيدة عن طلقات المدافع و الرشاشات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى