الجامعة الأورومتوسطية بفاس تخلق الحدث..ملتقى دولي ناجح حول تحالف الحضارات بحضور شخصيات وازنة
الجامعة الأورومتوسطية تخلق الحدث..ملتقى دولي ناجح حول تحالف الحضارات بحضور شخصيات وازنة
“في أصعب اللحظات، كما هو الحال اليوم في العالم، تتجلى أهمية طريق العقل والاعتدال في بلدنا وإرادته في تقريب الشعوب بدلاً من تقسيمها”، هكذا تحدث البروفيسور مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، يوم أمس الجمعة، 6 دجنبر الجاري، في افتتاح أشغال الملتقى الدولي الذي تحتضنه الجامعة حول تحالف الحضارات، بحضور أكثر من 2000 مشارك، وذلك لتسليط الضوء على “إعادة الثقة من أجل عالم موحد و متعدد”.
ودأبت الجامعة الأورومتوسطية بفاس على عقد هذه اللقاءات والتي تعتبر بأن لها دلالة رمزية ذات أهمية قصوى، خاصة وأنها تندرج تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي التفاتة ملكية تعتبر بمثابة إشارة قوية للتشجيع وتعزيز روح العالمية التي تكرسها الجامعة الأورومتوسطية بفاس لثقافة السلام والوئام في العالم. فيما نجح رئيس الجامعة الأورومتوسطية، البروفيسور بوسمينة، في تنظيم حدث بارز ذو طابع دولي في العاصمة الثقافية للمملكة المغربية، في إطار تراكمات ناجحة بصم عليها في مساره الأكاديمي، خاصة في فترة توليه مسؤولية رئاسة هذه الجامعة المرموقة.
وقد سبق لجلالة الملك في نونبر من سنة 2022، أثناء تنظيم المنتدى التاسع لتحالف الحضارات بفاس، أن بعث رسالة رسمية إلى المشاركين ذكر فيها اسم الجامعة الأورومتوسطية بفاس، إلى جانب جامعة القرويين كمركز للتبادل والثقافات.
ويأتي احتضان الجامعة لهذه اللقاءات في سياق عالمي مطبوع بالتوترات والصراعات الشديدة التي، على أقل تقدير، تمنع من الحصول على رؤية واضحة لمستقبل مجتمعاتنا. كما أن السياق أيضا تتزايد فيه ظواهر التطرف والعداء المستعصي.
والأخطر من ذلك، يشير تقرير للجامعة حول أشغال هذا الملتقى، هو أنه في مقابل البحث عن حلول مصالحة مشتركة، فإنه من الملاحظ أن هناك توجه لاستخدام المنهجي تقريبًا للقوة لحل النزاعات المختلفة.
ويسائل هذا السياق السياسيين والفاعلين الاقتصاديين، إلى جانب المثقفين والأكاديميين ونساء ورجال العلم والثقافة، وهو ما تشتغل عليه الجامعة الأورومتوسطية منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور بوسمينة، أن المغرب يقاوم “كحصن ضد أي نوع من أنواع الظلامية، والتطرف، والإرهاب والانفصال، من خلال مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، وتعزيز التنوع، والبحث دائمًا عن طريق التوافق بدلاً من التفكك، وتعزيز روح الاتفاق بدلاً من التنازع”.
وتم خلال هذا الملتقى البارز تدشين كرسي تحالف الحضارات الذي يشرف عليه الدكتور عبد الحق العزوزي. وتميز هذا الحدث المهم بحضور عدد من الشخصيات المرموقة، ومنها أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس، والذي يمثل اليهودية المغربية، ويجسد التنوع في روافد الهوية المغربية، ويعرف بدفاعه المستميت عن قيم التعايش والتسامح، وقيام دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل. كما تم تكريم ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالفات الحضارات، ومانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس دولة الإمارات.
وعلى هامش أشغال هذه الندوة الدولية جرى تتويج عدد الشخصيات بجائزة الامم المتحدة للعالم مع المؤسسة الأورومتوسطية، ومن أبرزهم ميغيل أنخيل موارتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالفات الحضارات، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، والبروفيسور مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة الأورومتوسطية، والمغنية فرانسوا أطلان.