اشتعال النيران بحافلة للنقل الحضري وسط فاس و الساكنة تستغيث
في مشهد بات شبه مألوف لدى ساكنة مدينة فاس، التهمت النيران حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة “سيتي باص” وسط المدينة، اليوم الأربعاء، ما كاد يتسبب في كارثة.
وبعد أسابيع قليلة من انقلاب حافلة للنقل الحضري بالمدينة وسط المقابر، ونقل حوالي 60 شخصا للمستشفى، وقبلها احتراق عدة حافلات وهي محملة بالركاب، عاد المشهد ليتكرر باحتراق حافلة جديدة أمام مدارة “لافياط” قرب برج فاس وسط المدينة.
وهرع رجال الوقاية المدنية إلى مكان الحادث، وتمكنوا من إخماد الحريق بعدما أتت النيران على الحافلة، دون تسجيل خسائر بشرية، وسط استنكار وتنديد واسع وسط السكان الذين تحلقوا بالقرب من مكان الحريق.
وجدد هذا الحادث السخط في صفوف “الفاسيين” الذين يطالبون منذ سنوات بنقل يضمن كرامتهم ويحمي أرواحهم، في الوقت الذي تجمع فيه هيئات حقوقية وسياسية ونقابية ومستشارين جماعيين بالمدينة على أن الحافلات التي تجوب شوارع العاصمة العلمية هي “قنابل موقوتة”.
ولم تفلح الاحتجاجات المتكررة والحملات الإلكترونية المتتالية منذ سنوات في تغيير واقع النقل الحضري المزري بالمدينة التي تحتضن نهائيات كأس العالم 2030، حيث يتكرر مشهد الحوادث دون تدخل ملموس من المسؤولين.
وإلى جانب الوضع المهترئ للجزء الأكبر من أسطول النقل الحضري، تعيش ساكنة فاس معاناة يومية، حيث إن الشركة قلصت عدد الخطوط ما جعل عدة أحياء خارج التغطية بالنقل، كما أن عدد الحافلات لا يكفي ما يضطر الساكنة، خاصة العمال والطلبة الذين يستخدمون هذه “الصناديق” يوميا، للانتظار لساعات، ما يؤخرهم عن مواعيدهم، بل ويضطرهم للركوب في حافلات تقل ضعف طاقتها الاستيعابية من الركاب، رغم مخاطر ذلك.
و تعالت مطالب الساكنة بتدخل الوالي الجديد للتعجيل باستقدام أسطول الحافلات الذي سبق و أن دعمته وزارة الداخلية لإنقاذ الشركة من الافلاس.
و تعيش فاس خصاصا كبيرا في حافلات النقل الحضري وبالتالي الساكنة و الطلبة و التلاميذ و العمال يتنقلون راجلين قاطعين الطوابير الطويلة بمحطات الوقوف في انتظار الحافلة التي تأتي أو لا تأتي.
و بات عمدة المدينة البقالي مكتوف الأيدي حول ما يقع بالمدينة و خاصة في قطاع النقل الحضري و شركات التدبير المفوض للنظافة التي استحوذت على الصفقات دون الدخول إلى الميدان لجمع النفايات و تكنيس الشوارع و هي تؤجل عملها في انتظار التأشير على الميزانية الضخمة التي وصلت 22 مليار.